تستكمل وزارة النقل حاليا إجراءاتها وتحضيراتها الفنية والقانونية تمهيداً للإعلان في مطلع العام القادم 2011 عن مناقصة دولية أمام الشركات العالمية المتخصصة لإنشاء ميناء تجاري جديد متكامل في ارخبيل سقطرى كبرى الجزر اليمنية و الواقعة بين المحيط الهندي وبحر العرب بكلفة إجمالية تبلغ 50 مليون دولار بتمويل أغلبه كويتي وحكومي.
وقال وزير النقل خالد إبراهيم الوزير ان وزارته تجري حالياً تجهيزاتها وترتيباتها النهائية لإنزال مناقصة دولية في أواخر العام الجاري 2010 أو على أكثر تقدير مطلع العام القادم 2011 أمام الشركات العالمية لإنشاء ميناء سقطرى الجديد في
إطار توجهات الحكومة الهادفة إلى رفع كفاءة الموانئ اليمنية وتشغيلها بشكل اقتصادي أفضل وإنشاء موانئ تجارية جديدة في عدة مدن ساحلية .. مشيراً إلى ان شركة دولية استشارية متخصصة في طور الانتهاء حالياً من مراجعة وإعداد الدراسات والتصاميم الهندسية والفنية الخاصة لإنشاء الميناء في سقطرى بمحافظة حضرموت .
وأضاف الوزير ان هذه الإجراءات الخاصة بإنشاء ميناء سقطرى الجديد تأتي بالتزامن مع صدور القانون رقم 8 لسنة 2010م مؤخراً بشأن الموافقة على اتفاقية القرض المبرمة في 23مارس الماضي بين الحكومة اليمنية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بمبلغ 11 مليون و 800 ألف دينار كويتي ما يعادل 40 مليون و 800 ألف دولار أمريكي لتمويل مشروع ميناء أرخبيل سقطرى البالغ تكلفته الإجمالية 50 مليون دولار تساهم الحكومة اليمنية ببقية المبلغ 200 ر 8 مليون دولار ، كما أقرت لجنة المناقصات أخيراً نتائج التحليل الفني لاختيار استشاري المشرف لإنشاء الميناء الذي يعول عليه كثيراً لإحداث نهضة استثمارية كبيرة نظراً لموقعه الهام الذي يربط اليمن مع بلدان المنطقة والعالم .
ويهدف مشروع ميناء جزيرة سقطرى المسجلة رسمياً في قائمة التراث الإنساني العالمي للمحميات الطبيعية العالمية منذ أغسطس 2008 من قبل المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم " اليونسكو " التابعة للأمم المتحدة ، إلى مواجهة الطلب المتزايد على النقل البحري الآمن للبضائع والركاب بين هذه الجزيرة النائية والموانئ اليمنية والإقليمية والدولية على مدار السنة بعد ان كانت تنقطع عنها المواصلات البحرية في أشهر الصيف التي تشتد فيها الرياح .
وأوضح وزير النقل إن المرحلة الأولى للميناء ستشمل إنشاء وتنفيذ مرسى بطول 175 متراً وعمق 10 أمتار ، وكاسر أمواج بطول 1.890 ألف متر ، وبقدرة استيعابية لسفن تصل حمولتها إلى نحو 10 ألاف طن ، وكذا تجهيز قناة ملاحية وحوض دوران للسفن ، وعدد من التجهيزات المدنية والميكانيكية الكهربائية الخاصة بالميناء ، إضافة إلى معدات المناولة للبضائع وغيرها ، فيما تشمل المرحلة الثانية ، إضافة مرسى أخر بطول 150 متراً وغاطس سبعة أمتار وكاسر أمواج بطول 950 متراً .. لافتاً إلى ان ميناء سقطرى الجديد الذي يتوقّع البدء بالأعمال الإنشائية له في منتصف العام القادم 2011 و الانتهاء من إنجازه في نهاية العام 2013 سيقام على إجمالي مساحة برية قدرها 1.280 مليون متر مربع في البر وكذا المساحات المائية المقابلة المخصصة للأرصفة وممر الدخول وحوض الاستدارة وغاطس الميناء .
ونوه الوزير بالأهمية الكبيرة التي يكتسبها إنشاء ميناء جزيرة سقطرى في الدفع بعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها الجزيرة والتي تعتمد حالياً على لسان بحري صغير غير آمن، وهو عرضة للتهدّم جرّاء الرياح العاتية والأمواج القوية التي تتعرّض لها الجزيرة وبالأخص في موسم الرياح ، باعتبار ان الميناء سيخصص للتبادل التجاري الحر نظراً لموقعة الإستراتيجي في المحيط الهندي والبحر العربي مما يجعله نقطة تواصل تجاري هام مع معظم مناطق العالم .
ولفت وزير النقل إلى ان اعتزام الحكومة إنشاء ميناء تجاري في سقطرى يأتي في إطار سعيها الجاد لتطوير البنية التحتية في سقطرى ، خاصة بعد ما دخلت عذراء اليمن الفاتنة " كما يطلق على سقطرى، قائمة الاهتمام الدولي، بإنضمامها رسمياً لقائمة التراث العالمي في أغسطس العام 2008 من قبل " اليونسكو ضمن قائمة المحميات الطبيعية العالمية ، وهي التي جذبت إليها الأنظار بما تمتلكه من مقومات طبيعية وبيئية ساحرة ونادرة تستحق الاهتمام والتأمل.
وينتظر أن يحدث مشروع ميناء سقطرى التجاري الجديد نهضة استثمارية كبيرة وحركة تبادل تجاري نشط مع بلدان المنطقة والعالم ، ويقع ارخبيل سقطرى في شمال غرب المحيط الهندي، بالقرب من خليج عدن، ويمتد على مساحة 250 كلم ، ويشمل أربع جزر وجزيرتين صخريتين صغيرتين"