ريال مدريد يفلت من كمين ريال سوسييداد ويهزمه بهدفين لهدف في مباراة قمة في الإثارةالنادي الملكي كان الأكثر سيطرة لكن سوسييداد كان خطيراً جداً وكاد أن يعادل النتيجة مرة أخرى وربما كان يستحق أكثر من الصفر الذي خرج به من المباراة...
حقق ريال مدريد فوزاً غالياً على مضيفه ريال سوسييداد استقر قوامه على هدفين لهدف في المباراة المثيرة التي أقيمت على ملعب الأنويتا ضمن ختام اليوم الأول من الجولة الثالثة من الليجا الإسبانية.
تقدم أنخيل دي ماريا للريال في الدقيقة 50 قبل أن يعادل راؤول تامودو النتيجة في الدقيقة 61 قبل أن يحرز كريستيانو رونالدو هدف الفوز الغالي في الدقيقة 73.
الريال بدأ المباراة بهجوم واضح وشهدت الدقائق العشرة الأولى شبه فرصة لأوزيل بعد تمريرة من رونالدو لكنه استلام الألماني للكرة لم يكن كما ينبغي، ولم يكتفٍ الضيوف بذلك بل نفذوا أربعة تسديدات قريبة للفريق دي ماريا في الدقيقة 3 أمسكها برافو دون مشاكل، سامي خضيرة من 30 ياردة في الدقيقة 5 علت العارضة، رونالدو في الدقيقة 7 من ركلة حرة مرات بجوار القائم وأخيراً تسديدة تشابي ألونسو في الدقيقة 10 في يد الحارس برافو بعد هجمة مرتدة سريعة جداً للنادي الملكي.
لكن الفرصة الأخطر مع ذلك كانت لأصحاب الأرض في الدقيقة الـ6 وذلك بعد عرضية خطيرة من تشابي برييتو الذي وضعها بالمقاس على رأس جرييزمان وعلى بعد 6 ياردات فقط أمام المرمى لكن رأسيته علت العارضة ومرت بسلام على كاسياس.
بدأ سوسييداد بعد الدقيقة الـ10 في التقاط الأنفاس ومبادلة الميرينجي الهجمات ولاحت فرصة خطيرة له في الدقيقة 14 بعد ركنية مرتدة من الدفاع وصلت لثوروتوثا من وضعية مميزة داخل منطقة الجزاء لكنه فشل في التسديد لترتد الكرة بهجمة للريال أسفرت عن ركلة حرة نفذها أوزيل لكن تسديدته اصطدمت بالحائط البشري فسددها رونالدو مرة أخرى في الغابة البشرية الباسكية.
عاد الريال للسيطرة من جديد بدءاً من الدقيقة 15 لكن المشكلة في أن الكل كان متراصاً حول منطقة جزاء سوسييداد فبقت التمريرات العرضية هي السمة الأساسية للوس بلانكوس وبقى هيجواين وحيداً داخل المنطقة في ظل تفضيل رونالدو بفطرته الخروج من هذا الزحام وانتظار الكرات خارج المنطقة هو الآخر.
استمر السيناريو بنفس الطريقة، سيطرة عقيمة من النادي الملكي إلا من بعض الكرات الثابتة لسوسييداد لكن الدقيقة 25 شهدت أخطر فرصة في المباراة وذلك بعد كرة باسكية طويلة وصلت لراؤول تامودو الذي أرسل جرييزمان المتحرك إلى انفراد لكنه واصل رعونته بلعبه الكرة بغرابة شديدة لتمر بجوار القائم الأيسر لكاسياس لتضيع فرصة مهمة على أصحاب الأرض.
وبينما صفر ماتيو لاهوز محتسباً لمسة يد على أنخيل دي ماريا ومانعاً فرصة للتسديد لمارسيلو اكتفى أرانبورو بتسديدة في السماء لكن هذه الكرة بينت بشكل أوضح تركيز الريال الباسكي على هجماته من الناحية اليمنى له اليسرى للضيوف الذي بدا وأنهم يدخرون جهدهم بعض الشيء
في ظل الركض المستمر لأبناء سان سيباستيان ليبرز التساؤل عما إذا كانوا قادرين بالمواصلة بنفس هذا الجهد البدني الكبير ؟
الكفة بدأت شيئاً فشيئاً في الميل نحو سوسييداد، فبعد أن خطف جريزمان الكرة من مسعود أوزيل على الجانب الأيمن وصلت الكرة إلى برييتو الذي لعبها عرضية خطيرة جداً كاد راؤول تامودو أن يسكنها الشباك على بعد 3 ياردات أمام المرمى لكن الأرض انشقت عن ريكاردو كارفاليو الذي انزلق وأخرج الكرة في آخر لحظة لركنية.
لكن الأمور عادت للسيطرة المدريدية "النسبية هذه المرة" بعد نفاذ مخزون اللياقة مؤقتاً عن الباسكيين فحاصر الريال منافسه مرة أخرى لكن عرضيتي سيرخيو راموس وأنخيل دي ماريا في الدقيقة 41 مرتا بسلام على الدفاع فيما سدد تشابي برييتو بعدها كرة في السماء في الدقيقة 42 من وضعية مقلقة لدفاعات الميرينجي لتمر الدقائق المتبقية بدون مشاكل على الفريقين فيما عدا تسللين محتسبين على هيجواين وأوزيل لينتهي الشوط الأول "الممتع في أغلبه" بالتعادل السلبي.
انتظرنا ثلاث دقائق في الشوط الثاني لنشاهد الفرصة الأولى والتي كانت مدريدية بعرضية أنخيل ماريا الجميلة على رأس هيجواين لكن الدفاع الباسكي أخرج الكرة لركنية مرت بسلام.
وبينما كان الأعسر جرييثمان يتسبب في بطاقة صفراء لسيرخيو راموس، جاء أعسر آخر بلمحة عبقرية لكنه مدريدي هذه المرة وهو دي ماريا الذي انطلق من الجبهة اليسرى ودخل منطقة الجزاء ليهيأ الكرة على القدم اليمنى لينتظر الجميع كرة عشوائية من الأعسر لكن يمناه لم تخونه وقدمت لنا هدف المباراة الأول الجميل بعد أن سددها ماريا في الزاوية البعيدة الصعبة على كلاوديو برافو ليتقدم الريال في الدقيقة 50 بهدف نظيف.
حاول الريال امتصاص حماس لاعبي سوسييداد ونجح في ذلك تماماً بامتلاكه الكرة ومحاولة عدم فقدانها لأطول فترة ممكنة ولم يفقدها بالفعل إلا بتسديدات من سامي خضيرة ورونالدو وكلاهما علت العارضة أما تسديدة رونالدو من ركلة حرة فتكفل جونزاليس بصدها برأسه والإرتماء لثواني حتى يستعيد أنفاسه قبل أن ينهي رونالدو سلسلة التسديدات بواحدة أخيرة في الدقيقة 60 مرت بجوار القائم الأيسر لبرافو.
وبينما بدأ الإحساس يراود البعض أن الريال في طريقه للحفاظ على تقدمه إذا بدييجو ريفاس يربح ركلة حرة في الدقيقة 61 نفذها جرييثمان بقوة ليحولها تامودو غير المراقب في المرمى محرزاً هدفه السادس في تاريخه في مرمى الريال إذ سجل خمسة من قبل بقميص الكتلاني إسبانيول.
الدقيقة 64 شهدت فرصة خطيرة جداً لأصحاب الأرض لو كانت قد اكتملت وذلك بعد أن مر تشابي برييتو من تشابي ألونسو ومن بيبي لتنكشف الدفاعات المدريدية وكاد تمريرته أن تصل لتامودو لينفرد لكن ريكاردو كارفاليو أنقذ التمريرة ببراعة وتوقع يحسد عليه ليمرر لمواطنه رونالدو الذي سدد واحدة جديدة في يد برافو قبل أن يرد جرييثمان بتسديدة جديدة من ركلة حرة مرت بجوار القائم الأيمن لكاسياس.
الدقيقة 68 شهدت انطلاقة بناءة ومبشرة جداً لرونالدو الذي لعب عرضية أرضية خطيرة بيسراه لكن دفاع الباسكيين أخرج الكرة لركنية غير مثمرة، لكن انطلاقة رونالدو الجديدة في الدقيقة 70 لم تسفر عن شيء وخرجت لركلة مرمى بعد أن فشل في المرور هذه المرة من مارتينيث.
بدأ أبناء الأنويتا في إغلاق مناطقهم والإنحسار بعض الشيء لوسط ملعبهم في انتظار كرة ثابتة أو مرتدة استغلالاً لسرعة جرييثمان وتشابي برييتو، لكن كرة الريال الثابتة هي ما منحته التقدم من جديد في الدقيقة 74 بعد أن سدد رونالدو ركلة حرة اصطدمت بالحائط البشري وسقطت في المرمى في كرة حالف "التوفيق" فيها كثيراً لاعب "منحوس" في المباراتين الأخيرتين.
قام جوزيه مورينيو بإشراك لاس ديارا بدلاً من مسعود أوزيل لمزيد من الاستقرار في الوسط، فانطلق الدولي الفرنسي فور نزوله وسدد كرة قوية في الدقيقة 78 اصطدمت بالدفاع ووصلت سهلة لكلاوديو برافو.
في الدقيقة 83 رفع جرييثمان كرة اصطدمت بسيرخيو راموس لتسقط باتجاه مرمى كاسياس لكن الأخير قفز وأنقذ الكرة بأطراف أصابعه قبل أن يجد نفسه أمام تسديدة رائعة لتشابي برييتو في الدقيقة 85 لكنها علت العارضة بسنتيمترات وسط نظرات غاضبة جداً من جوزيه مورينيو الذي قذف بزجاجة ماء في لقطة قبل التسديدة.
كاد هيجواين أن ينهي الأمور في الدقيقة 87 بعد تمريرة من رونالدو لكن الأرجنتيني بالتخصص أضاع الكرة ليثبت أنه لا يمر بموسمه حتى الآن قبل أن ترتد الكرة لرونالدو على حدود المنطقة لكن مارتينيث أخرج الكرة من على حدود المرمى قبل أن تضيع فرصة خطيرة جداً من مارسيلو في الدقيقة 89 بعد أن مر من أنسوتيجي والحارس برافو ليسدد الكرة من وضعية صعبة مرت أمام خط المرمى بغرابة.
تمكن الريال من إضاعة الوقت المتبقي بشكل قانوني بالحفاظ على الكرة بل إن كريم بنزيما بديل هيجواين كاد أن يحرز الهدف الثالث في الدقيقة 93 لكن برافو تصدى للكرة الخطيرة ليتمكن الريال من إنهاء المباراة بالثلاث نقاط التي رفعت رصيده لسبع نقاط متصدراً الليجا مؤقتاً في انتظار خوض المتصدرين السابقين أتلتيكو مدريد وفالنسيا لمباراتهم غداً فيما توقف رصيد ريال سوسييداد عن 4 نقاط.