هي الشمس
لو سألت أي إنسان ما سبب حر الصيف ؟
لأجاب على الفور بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان فيسلط علينا حرارة الشمس
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى يؤكد أن الحرارة من جهنم وليست من الشمس !!
فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم، واشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن الله لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد مما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير ) الجامع الصحيح المختصر
كما ورد عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم ( فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة، فحينئذ تسعر جهنم ) سنن ابن ماجة وصحيح مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم ( ما ارتفعت – الشمس - في السماء قصمة – مقدار عصى - إلا فتح باب من أبواب النار، فإذا قامت الظهيرة فتحت الأبواب كلها )
كما أضاف صلى الله عليه وسلم ( تغلق أبواب جهنم بالليل، وتفتح بالنهار )
أليست الشمس من نار ؟ وهو ما لم يكن معروفا بالماضي ! أليس الكلام من رسول الله بأن الحر من جهنم ؟ ثم ما هي علاقة النار بالشتاء والصيف ؟ وما علاقة جهنم بالحر والبرد على الأرض؟ ما هي علاقة جهنم بالليل والنهار وبالذات وقت ظهيرة الشمس ؟ لماذا تغلق أبواب جهنم بالليل وتفتح بالنهار ؟
ألا يعني ذلك بكل وضوح أن الشمس هي هي النار؟
لقد اكتشف العلماء أن الشمس هي مصدر الضوء والحرارة والكثير من الآشعة، ولا يوجد أي مصدر آخر للحرارة على الأرض، وأن تعامد آشعة الشمس ( والمقصود به في الحديث الشريف نفس النار ) على مكانً ما يزيد بطبيعة الحال من الحرارة، وابتعاد تعامد تلك الآشعة الشمسية عن مكانٍ ما آخر ( الجزء المقابل في نصف الكرة الأرضية السفلي الآخر ) ينقص الحرارة وبالتالي يزيد البرودة، وأنه في كل عام يوجد صيف واحد فقط فوق خط الاستواء وعكسه في الجنوب، ثم شتاء واحد فقط فوق خط الاستواء وعكسه في الجنوب، حيث تتوزع الأدوار بين النصفين الجنوبي والشمالي للكرة الأرضية، وذلك لطبيعة كروية كوكب الأرض الذي نحيا عليه.
إن ما سبق يوضح لنا بجلاء أن الشمس هي النار للأسباب التالية:
1- فمن حيث الاتجاه، إذا كان الليل عندما نكون في عكس اتجاه الشمس تغلق أبواب جهنم، وبالنهار عندما نكون باتجاه الشمس تفتح أبواب جهنم، فذلك يعني أن النار باتجاه الشمس بصورة دائمة، وحيث أن ما بعد الشمس هو الفراغ الكوني ولا توجد نار إذا الشمس ذاتها هي مركز النار.
2- ومن حيث الدليل، كلما ارتفعت الشمس في السماء كلما انفتح باب من أبواب جهنم، فإذا استوت الشمس في الظهيرة وقت الزوال فتحت أبواب جهنم جميعا، ألا يعني ذلك أن الشمس هي هي النار، حيث أن أقصى حرارة تكون عند زوال الشمس حيث تتعامد رأسيا على الأرض لذلك يكون هذا هو وقت تسعير جهنم.
3- ومن حيث التأثير، لاحظ في الحديث الشريف أن نفسي جهنم هما المؤثر الأوحد على الحرارة في الأرض، وعلميا وعمليا تعامد آشعة الشمس كذلك هو المؤثر الأوحد على الحرارة في الأرض.
4- ومن حيث الأسلوب، النفس هو الزفير وشهيق، أخذ وعطاء، سحب ودفع، تعامد آشعة الشمس على مدار السرطان شمال خط الاستواء يعني أخذ الحرارة من الجنوب وبالتالي شتاء فيه وتركيز الحرارة على الشمال وبالتالي صيف فيه، ثم تنعكس الآية مرة واحدة في العالم فتتعامد أشعة الشمس على مدار الجدي بمعنى أخذ الحرارة من الشمال وبالتالي شتاء فيه وتركيز الحرارة على الجنوب وبالتالي صيف فيه، وكأن الشمس تأخذ في كل عام نفسين، مرة شهيق من الجنوب ( شتاء بارد ) فتودعه زفيرا في الشمال ( صيف حار )، ومرة شهيق من الشمال ( شتاء بارد ) فتودعه زفيرا في الجنوب ( صيف حار )، فلاحظ الحديث " نفسين كل عام " بمعنى شهيق ( شتاء برد في الشمال ) زفيره ( صيف حار في الجنوب )، ثم شهيق ( شتاء برد في الجنوب ) زفيره ( صيف حر في الشمال )، والصيف والشتاء يتكرران مرة واحدة فقط كل عام.
5- ومن حيث العدد، لاحظ أن الحديث أشار إلى نفسين فقط في العام، ولم يقل أي رقم آخر 20 أو 17 أو 90 ...إلخ، وبالفعل هناك مداري السرطان والجدي، أي أنهما مدارين فقط، بمعنى مرة واحدة صيف في الشمال وعكسه شتاء في الجنوب، ومرة أخرى واحدة فقط شتاء في الشمال وعكسه صيف في الجنوب، وهذا التبادل طبيعي بسبب كروية الأرض وميلها بدرجة 23، وهو أمر طبيعي أن يكون الزفير والشهيق للنفس في مكان واحد.
6- ومن حيث الخصائص، فكما ورد في الأحاديث أن أشد ما نجد من حرارة هو من نفس جهنم، وبالفعل بعد تمام تعامد آشعة الشمس فوق المنطقة التي نقطنها يكون أشد من نجد من الحرارة بفعل تساقط الآشعة علينا بالنسبة لموقعنا على الأرض، حتى أن بعض الدول ( بخاصة بين مدار السرطان والجدي ) باتت تحذر السكان من الخروج ذلك اليوم وتعلن ذلك اليوم إجازة رسمية من العمل والدراسة وتطلب من الجميع تجنب الخروج في ذلك اليوم، وأن أشد ما نجد من زمهرير هو أقصى نقطة تبعد فيها تعامد آشعة الشمس عن المنطقة التي نقطنها.
سيتبادر فورا إلى الذهن ولكن لماذا لم يخبر رسول الله بأن النار هي الشمس ؟
والجواب كما يلي:
عندما نزلت الآية التالية { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدّثر : 30]، وهو عدد الزبانية الكبار بجهنم، قال عمر بن هشام ساخرا ومستهزئا ومتكبرا ( علي بسبعة عشر وعليكم معشر قريش بالاثنين الباقيين )، فأطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب أبي جهل
فما بالنا لو أعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الشمس هي جهنم ؟
إن كل ما يعرفوه عن الشمس أنه مخلوق بحجم الدرهم موضوع في السماء يلتف حول الأرض من أجل أن يضئ عليها ويزودها بالدفء
وحيث أن الإسلام يرغب بالجنة ويرهب بالنار
فإذا فقدت النار هيبتها فقد الإسلام ما ينذر به
لكن الملاحظ أن الأحاديث الشريفة كما ربطت بين يوم القيامة والشمس لنعرف أن انفجار الشمس هو يوم القيامة، فنلحظ أيضاً أن الأحاديث ربطت بين النار والشمس
حتى نفهم في عصرنا الحالي أن جهنم هي الشمس، وذلك عندما نعرف حقيقة الشمس، وهي كما يلي:
علميا وعمليا ( من واقع العلم التجريبي الثابت النهائي المدعم بالأجهزة والمؤيد بالخبراء والعلماء مسلمين وغير مسلمين )
1- جرم عملاق يبلع 1.3 مليون مثل كوكب الأرض !! ونتذكر هنا قول الله عز وجل { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } [قـ : 30]
2- ثم أوضح لنا علماء الفضاء أن الشمس هي جرم سماوي عملاق كروي { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } [الهُمَزَة : 8]، { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [الكهف : 29]، { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [العنكبوت : 55]، { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [الرحمن : 44]
3- وقد رأينا بالتليسكوبات أن الشمس من نار فوارة، { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى } [الليل : 14]، { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ } [الهُمَزَة : 6]، { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ } [الملك : 8]
4- الشمس تحطم وتلتهم وتذيب كل ما رأينا وعلمنا من مواد في الكون { كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ / وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ / نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ } [الهُمَزَة : 4-6]، { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ / لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ } [المدّثر : 28]، { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } [النساء : 56]
5- وأنها مكونة من سبع طبقات ( لاحظ أن النار مكونة من سبعة دركات ) { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } [الحجر : 44]
6- وأن شررها من الضخامة إذ يبلع 50 ألف كرة أرضية { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ } [المرسلات : 32]
7- وبعض ذلك الشرر يتخذ شكل الجمل { كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ } [المرسلات : 33] (تم تصويره فوتوغرافيا عام 1974 بواسطة سفينة الفضاء SKY LAB)
8- وأن الشمس تطلق أعمدة من النار شديد الارتفاع { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ } [الهُمَزَة : 9]
9- كما أن شدة جاذبيتها يمنع إفلات أي شئ منها { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [الفرقان : 65]، أي أنها تشد الجميع ولا يفلت منها أحد، { وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } [السجدة : 20]
10- ولفوران الشمس أصوات طرقعة وفرقعة عالية جدا تلتقطها المجسات الإلكترونية السابحة في الفضاء بدءا من ارتفاع 250 كيلومتر فوق سطح البحر، رحمنا الله سبحانه وتعالى من سماعها الآن، أما في الآخرة { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } [الفرقان : 12]، { إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ / تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ } [الملك : 8]، وإن كان علماء الفلك يقولون أنه في بعض الأحيان يمكن سماعها بالأذن المجردة على الأرض بصورة ضعيفة دون أن ندري أن ذلك قادم من الشمس، وقد روي عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سماعه والصحابة صوتا ( أتدرون ما هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار حتى انتهى إلى قعرها ) صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند أحمد، فلاحظ أن سرعة السقوط الحر بسبب جاذبية الأرض هو تقريبا مائتين وثلاثين كيلومتر في الساعة، وإذا قمنا بضرب تلك السرعة × أربعة وعشرين ساعة × ثلاثمائة وخمس وستين يوما × سبعين عاما = مائة وواحد وأربعين مليون كلم ، مع العلم بأن متوسط المسافة من الأرض للشمس التي قدرها العلماء هي مائة وخمسين مليون كلم !! أنظر مدى تقارب الأرقام.
11- ولنار جهنم ثلاثة ألوان، أحمر 6.000 درجة، وأبيض مليون درجة، وأسود 20 مليون درجة، ولنتذكر هنا الحديث الشريف المروي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ) سنن الترمذي ومصنف ابن أبي الشيبة والسنن الكبرى البيهقي والمعجم الأوسط الطبراني، بل عندما تنفجر الشمس فإنها تصبح عملاقاً أحمر Super Nova، ثم قزم أبيض، وأخيرا ثقباً أسود لا يفلت منه شئ بما فيه ضوءه !! وقد قال أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تحسبون أن نار جهنم مثل ناركم هذه ، هي أشد سوادا من القار ) ورد في البعث والنشور البيهقي
12- ليس على الأرض مثيل لها { نَارٌ حَامِيَةٌ } [القارعة : 11]،وفي الحديث الشريف عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَلَوْلَا أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا وَإِنَّهَا لَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعِيدَهَا فِيهَا ) صحيحي البخاري ومسلم وسنن ابن ماجه والترمذي ومسند أحمد، إن جهنم هي أعلى سطح النار ( بمعنى أنها الدرك الأول ) وهي التي يعذب فيها المسلمون العصاة ثم يخرجون منها بعد أن يلبثوا فيها عدة أحقاب، وحتي نعلم أن المياه على الأرض تغلي عند درجة حرارة 90 مئوية، وتلك الدرجة هي تقريبا 1 على 70 من درجة حرارة سطح الشمس ! حيث أن حاصل ضرب 90 × 70 = 6.300، وقد اكتشف العلماء أن درجات الحرارة بالشمس تختلف بها فسطحها 6000 درجة مئوية ( انظر التطابق )، وتزيد درجة الحرارة كلما تعمقنا في الشمس حتى تصل درجة نواتها إلى 20 مليون درجة مئوية { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } [النساء : 145]، حيث تحدثت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن دركات النار، أما تكملة الحديث ( لو أن الله ضربها بالبحر مرتين لما انتفعتم بها، وإنها لتستعيذ أن يعيدها الله فيها )، المعروف علميا أن الأرض كانت كتلة من اللهب انفصلت عن الشمس ( جزء منها )، ثم بردت القشرة الأرضية وغطتها البحار، وعندما تنفجر الشمس سوف تلتهم كوكبي عطارد والزهرة وتقف على حدود الأرض، إنه لتطابق مذهل وإعجاز علمي بين أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نارنا جزء من نار جهنم ( الشمس )، وأنها ضربت وطفأت بالبحار وأنها تخاف العودة لتلك النار الحامية، إنها الشمس بكل جلاء.
13- وقد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال ( بلغني أن النار حين خلقت كادت أفئدة الملائكة تطير، فلما خلق آدم سكنت ) ورد بمصنف عبد الرزاق وجامع معمر ابن راشد، وعلميا فإن خلق الشمس يسبق خلق آدم بكثير
14- المعروف أن الحياة بالنسبة لنا مستحيلة على الكوكبين القريبين من الشمس عطارد والزهرة حيث درجات الحرارة العالية، أما على كوكبنا فالمسألة ليست اعتدال الحرارة بسبب البعد المحسوب والدقيق لكوكب الأرض عن الشمس فحسب، بل إن طبقات الغلاف الجوي ترشح الأشعة الخطرة الآتية من الشمس باتجاهنا ويحجز الكثير جدا من حرارتها، حتى أن الطبقة الثالثة تصل حرارتها إلى1000 درجة مئوية !! ثم تهبط في الطبقة الثانية إلى 50 تحت الصفر !! ثم تعتدل إلى متوسطها التي نعرفها في الطبقة الأولى من 50 فوق الصفر، وفي الحديث الشريف عن ابن قتيبة وآخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ فَقَالَ ( فِي نَارِ اللَّهِ الْحَامِيَةِ لَوْلَا مَا يَزَعُهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ ) مسند أحمد، فهناك مئات من العوامل - بلا أي مبالغة في ذلك الرقم - تقوم على الحماية على الأرض من مخاطر الشمس، سواء كانت تلك العوامل من الشمس أو الأرض أو الغلاف الجوي .. فلا يصلنا الآن من الشمس سوى ما يفيدنا من ضوء وحرارة، ولاحظ دائما الربط بين نار جهنم والشمس
15- إن شرر الشمس كثيرا ما يأخذ شكل العنق، وفي الحديث المروي عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما وأذنان يسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة: بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد وبالمصورين ) رواه الترمذي
ملحوظة: بالطبع لكل قاعدة استثناء أو أكثر، فالغيوم قد تحجب الآشعة وتنقص من درجة الحرارة، ولا يعني ذلك أن القاعدة بها خطأ أو خلل وإنما حدث استثناء لم يغير من القاعدة شيئاً إلا أنه أثر في نتيجتها بعض الشيء، كما لا يمكننا اعتبار المناطق القطبية دليلا أساسيا وإنما استثناء بسبب جغرافيا المكان....الخ.
#- أدلة قرآنية أخرى
لقد أكدت الأحاديث أن النار هي مصدر الحرارة على الأرض، وقد علمنا تمام العلم أن الشمس هي مصدر الحرارة على الأرض، ليس علميا فقط، بل بالنص القرآني { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً / مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً } [الإنسان : 12-13]
الزمهرير والنار من عذاب أهل جهنم
وما يقابل الشمس هو القمر أو الظلام أو الليل
أما مرادف الزمهرير فهو الحر أو النار
لكن تمعن أخي القارئ العزيز في استبدال الله النار بالشمس
فالله استبدل لفظ نار جهنم بالشمس
ألا يعني ذلك أن جهنم هي الشمس ؟
وهي لم تفنى ولكنها تحت الجنة يصل أهل الجنة من ضوئها وقليل من حرها للانتفاع
1- ويعضض ذلك ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ( إن ضوء الجنة كضوء ما بعد الفجر قبل طلوع الشمس )، وهو عندما تكون الشمس غائبة تحت الأفق للناظر من على سطح الأرض، فالجنة ثمان درجات علا تعلو النار ( الشمس ) سبع دركات سفلى، وبالتالي يصل للجنة حرارة معتدلة لا هي شديدة كالظهيرة ولا قارصة كالليل، وسطوع ضوء معتدل لا هو شديد كالظهيرة يحتاج لنظارات شمسية ولا ظلمة كالليل الدامس يكون قبل شروق الشمس عندما تكون تحت الأفق.
2- لاحظ الآية { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ /نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } [المدّثر : 35-36]، فسرت على أن جهنم هي إحدى الشدائد التي ستواجه الإنسان في المستقبل، ومن حيث ما سيواجه الإنسان من شدائد فإن جهنم ليست إحدى الشدائد، بل هي أشد الشدائد على الإطلاق، فهي أشد من يوم القيامة الذي هو بدوره أشد من عذاب القبر، وبالتالي فالمعنى هو أن جهنم هي إحدى جهنمات كثيرة لله في الكون في منظومات نجمية أخرى لخلائق أخرى غيرنا كثير يثابون ويجازون، حيث هناك مليارات مليارات مليارات الشموس في كون الله المترامي الأطراف..
3- لاحظ أيضاً الآية { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }[يونس : 101]، لقد علمنا أن النار ( جهنم ) نذيرا للبشر، فما هي تلك النذر التي إذا نظرنا في السماوات والأرض رأيناها ؟ إذا نظرنا من ( خلال ما بعد ) السماوات ( الغلاف الجوي ) لرأينا مليارات من النجوم ( الشموس )، وإذا نظرنا في باطن الأرض لوجدناها ملتهبة حيث أصلها من الشمس.
ورغم ذلك لن تغني تلك النذر لمن يلتفت إليها ويفهم أن تلك النجوم ( الشموس ) ما هي إلا جهنمات.
4- ما هو السَموم ؟
سموم ليس بضم السين فتكون جمع سم، وإنما بفتح السين فهي جمع سم، بمعنى فتحة أو خرم أو مسام { فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } [الأعراف : 40]، والمؤمنون في الجنة يحمدون الله على رحمته وعدم إدخالهم النار { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } [الطور : 27]، وقد اتفق أغلب العلماء في معنى لفظ سموم ، فهي الريح الحار لنار الشمس التي تخترق مسام الجلد ( لاحظ واهتم بكلمة الشمس )، لقد أورد ذلك القرطبي وابن كثير عن عمرو بن دينار، وهي التي خلق الله منها الجان { وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ } [الحجر : 27]، هذا يعني أن الله خلق الإنسان من طين الأرض، وخلق الجان من نار جهنم، التي بها عذاب السموم، الذي هو رياح الشمس الحارة، التي خلق الله منها الجان، كل ذلك إنما يعني أن جهنم هي الشمس، وأن أحد أنواع عذابها هو الرياح شديدة الحرارة { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ /فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } [الواقعة : 42-43]،أجمع المفسرون على أنهم في رياح ملتهبة وماء شديد الغليان.
فكلمة سموم جعلتنا نربط تلك المعادلة، بالتوصيف العلمي ( ألفاظ علمية مستحدثة لم تكن موجودة على عهد الصحابة ) تكون هي آشعة الشمس القاتلة مثل الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب سرطان الجلد ( الجلد مكمن المسام في الجسد ) ولذلك لا نرى الجان لأنهم مخلوقين من آشعة.
ويقول الله عن رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ } [الأحقاف : 9]، بمعنى أن ما أتى به محمد جاء به من قبله من الرسل من توحيد لله وعبادته والنسك والمعتقدات والقصص الأساسية ( مع اختلافات بسيطة تبعا لظروف الرسالة والمكان والزمان )، هكذا أرى أن ما أطرحه الآن ( بأن جهنم هي الشمس ) ليست ببدعة عما ألمح إليه كبار علماء السلف عندما فسروا خلق الجان من نار السموم بمعنى رياح الشمس، وهي هي التي حمد المؤمنون الله بعدم إدخالهم فيها، هذا بخلاف ما أستند إليه من مطابقات علمية لا ينكرها أحد، بالإضافة لتلميحات وإشارات من الأحاديث النبوية الشريفة أيضاً.
5- ثم نلاحظ أيضا ما يلي:
{ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ... / كَلَّا وَالْقَمَرِ / وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ / وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ / إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ / نَذِيراً لِّلْبَشَرِ / لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } [المدّثر : 31-37]،
دائما ما يقرن الله العزيز الحكيم القمر بالليل والشمس بالنهار ويجمعهم بترتيبات مختلفة في آية أو عدة آيات متتابعة، والآية رقم 31 تتحدث عن النار، ثم القمر، فالليل مقرونا بالقمر، ثم بالنهار، وبدلا من أن يأتي لفظ الشمس صريحا كالعادة في كل مرة وجدنا أن الحديث عاد وتحدث عن النار كإحدى الكبر !! هذا يعني أن النار هي مصدر ضياء الصباح والتي نعلم أن تلك هي أحدى وظائف الشمس، يذكرنا ذلك ما أوضحته الأحاديث أن النار هي مصدر الحرارة على الأرض واكتشفنا أن الشمس هي مصدر الحرارة على الأرض.
إذن بنص الأحاديث النار هي مصدر الحرارة على الأرض، وبنص القرآن هي مصدر ضياء الصباح على الأرض، إنها الشمس بكل وضوح، وهي إحدى الشموس في الكون { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ } [المدّثر : 35]. واضح
6- لاحظوا أيضاً أن ذكر الشمس يأتي على الأحياء، وذكر النار يأتي للأموات:
{ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } [الكهف : 17]، هذا عن أحياء في الحياة الدنيا، أما الأموات الذين يعاينون النار في قبورهم { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر : 46]، ملحوظة: الجميع يرى النار في قبره ويعاينها وتعرض عليه، وما فرعون وآله إلا لشدة تميز عذابهم عن غيرهم، ولكن لماذا العرض صباح مساء ؟ لأنه مع الشروق والغروب.
لذلك نفهم لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن الموتى أثناء شروق وظهيرة وغروب الشمس، ما دخل الشمس بالموتى ؟الجواب أنها جهنم، حيث علموا بذلك بمجرد موتهم، { لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [قـ : 22]، إنها رحمة ورأفة بالميت الذي علم أن الشمس هي جهنم، حتى ينزل قبره ثم حسابه على الله، فعن عقبة بن عامر الجهمي قال ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا، حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف للغروب حتى تغرب، ورد بمسند الإمام أحمد بن حنبل والسنن الكبرى.
7- ولاحظ أيضاً الآيات التالية { وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ / وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } [التكوير : 12-13]، { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ /وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } [الشعراء : 90-91]، { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } [قـ : 31]،وأيضا { وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى }[النازعات : 36]،
الجنة والنار من الغيبيات ( أو كانت قبل أن يرينا الله آياته الآن في الآفاق )، وقد اختلف العلماء في معاني ومقاصد كلمتي ( أزلفت وبرزت )، لكن لماذا دائما يطلق على الجنة لفظ أزلفت وعلى النار لفظ سعرت و برزت ولا يتعادلان في التوصيف حيث كلاهما غيب ؟ إذن ذلك لا يعني الظهور وإنما حدوث تغير في الرؤيا، قد يقول قائل لأن الجنة عالية فتدنو والنار سفلى فترتفع، أما عن الجنة فالاقتصار على التقرب من أعلى لأسفل فقط يسمى في اللغة العربية دنو أو تدلى بدليل الآية { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } [النجم : 8]، والتزلف هو التقرب مع التهيأ والتحسن والتزين والتجمل ونول الرضا .... إلخ . بدليل الآية { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } [سبأ : 37]، أيضاً { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }[سبأ : 37]، فالجنة تظهر مع التزين وذلك تعبيران مدمجان في لفظ ( زلف )، وأما تسعير وبروز النار فلا يقتصر المعنى على الارتفاع من الأسفل إلى الأعلى لأن ذلك يطلق عليه رقي بدليل الآية { أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء } [الإسراء : 93]، وإنما يعني شيئا حمي عليه وظهر وكبر واتضح وبرز أياً كان الاتجاه فنقول برز المسمار ( الدسر ) من الجدار فنقول برز النشع من السقف..إلخ، ويعني شيئا ظاهراً بصورة مصغرة ثم برز بمعنى كبر ظهوره أو اتضحت معالمه أو تم التمكن منه أو أصبح في المتناول أو انكشف تماما فالآية تقول { يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [إبراهيم : 48]، بمعنى انتهى إمهالهم، فذلك نوع من أنواع البروز بعد أن كانوا أحرارا في تصرفاتهم، أو برزت المعرفة والعلوم بمعنى كانت متواجدة بنسب صغيرة ثم ما لبست أن كبرت واستفحلت، فالبروز هو استفحال أمر كان صغيراً، سواء في الظهور، أو السيطرة، أو المعرفة..الخ.
وذلك يعني أننا نرى النار ولكن بصورة خفيفة وهي الشمس، أما يوم القيامة فسوف تبرز بروزا واضحا على هيئتها الخطيرة ونعاين معالمها المخفية المخيفة، { وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الأنعام : 27]، { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } [الكهف : 100]،أيضاً { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ } [الأحقاف : 20]، وأما الجنة التي تعلو النار فتدنو للمسلمين وتقرب لهم.
8- { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً }[النبأ : 21]، بمعنى أن جهنم الآن ترصدنا، أي مطلعة علينا، فهي موجودة الآن وليس كما يدعي البعض أنها ستخلق يوم القيامة قرينة أخرى على أنها الشمس.
قد يسأل سائل لماذا لا نرى الجنة كما رأينا النار ( الشمس )، الجواب هو أن الجنة لفظا تعني ( المخفية / المغشاة / المغطاة ) وهي من عائلة لفظ ( جَنَّ )، لذلك سميت الكائنات الذكية المكلفة التي تعيش معنا ولا نراها بالجان، وفي الآية { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ } [الأنعام : 76]،بمعنى فلما غطاه الليل، وقد أطلق لفظ الجنة عرفا على الحدائق المبهجة وأصبحت في اللغة جنينة جنات ...إلخ، أما من حيث الأصل في التوصيف فلاحظ أن الله لم يسم النار بجنة، بمعنى أنها غير مخفية في الأساس، وإنما آية عظمى من الله سيكشفها بنهاية الزمان كحجة أخيرة دامغة { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ } [فصلت : 53]، أم الجنة فهي أصل الاختبار. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } ) صحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وابن ماجه ومسند أحمد، لاحظوا معي أن الله لم يقل ذلك على النار، بمعنى أن هناك أعين رأتها وسمعت ما بها وخطرت على قلوبهم، وذلك نفهمه إذا علمنا أنها الشمس وقد عاينا بعضها بالتليسكوبات.
#- أدلة نبوية أخرى
1- و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ فَقَالَ ( فِي نَارِ اللَّهِ الْحَامِيَةِ لَوْلَا مَا يَزَعُهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ ) مسند أحمد، وهو ما ورد أيضا عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب تأويل مختلف الأحاديث، وحيث أننا علمنا علم اليقين أن الشمس لا تغرب بذاتها وإنما بالنسبة لنا فقط على الأرض، حيث أن الأرض هي التي تدور حول محورها وأن الشمس ثابتة بالنسبة للأرض، فذلك يعني أن الشمس هي هي نار الله الحامية، قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسلوب ذكي نفهمه نحن الآن من دون أن يحير أهل الماضي الذين كانوا لا يعلمون أن الأرض هي التي تدور حول محورها وحول الشمس.
2- ويضيف ( إن الشمس والقمر خلقا من نار جهنم وإليها يعودان ) والمعلوم أن الشمس تكونت من سديم وهو غازات الفضاء، وخرج منها الكواكب التي خرجت منها الأقمار، فهذا يعني أن المسألة هنا عملية تحولات، سديم ثم شمس ثم ثقب أسود، وهنا يكون المعنى العلمي لخلق الشمس من جهنم ثم عودتها إلى جهنم، وما قاله رسول الله لأهل الماضي كان كافياً لهم، وما كان بحاجة لتفصيله لهم بأنه تحولات من سديم فيلتف حول نفسه ويتجاذب ليصبح شمسا ثم تنفجر فتتكثف لتصبح ثقبا أسودا ... لأن كل تلك التحولات والألفاظ لم تكن ليستوعبها أهل الماضي.
3- إن الشمس لن تفنى، بل تتبدل حياتها الأولى من شمس إلى حياة آخرة وهي ثقب أسود ( جهنم )، فالسماوات والأرض ( الأصغر حجما من الشمس ) تتبدل يوم القيامة { يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }[إبراهيم : 48]، وتدوم { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ } [هود : 107-108]، وحيث تم ذكر السماوات والأرض، فذلك يعني أن تلك سنة كونية، فما ينسحب على السماوات والأرض ينسحب على ما بالكون من أجرام، والشمس جرم يفوق كوكب الأرض أكثر من مليون مرة في الحجم، ستتبدل هي الأخرى لتصير الجحيم، ,في الحديث الشريف ( إن الله يزوي الشمس في جهنم فتذوب ) وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الشمس والقمر مكوران يوم القيامة ) صحيح البخاري والمسند الجامع والجامع الصحيح المختصر، وفي رواية ( مكوران في النار )، وقد احتار بعض السلف لماذا يتم تعذيبهما في النار، ورد البعض الآخر بأنهما عبرة للإنسان، فقد قال أبو هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الشمس والقمر يكوران في النار يوم القيامة » . قال : فقال الحسن : ما ذنبهما ؟ ، فقال : إني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسكت الحسن، والواقع أن الشمس هي النار ذاتها، وتكويرها بمعنى تبدل حالها وجذبها للقمر في أحشائها، وبالفعل كشف العلماء أن الشمس تتكثف لتصبح ثقباً أسوداً، فلاحظ الآية { وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } [التكوير : 12]، وتستمر وتدوم إلى الأبد { كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } [الإسراء : 97]، بما يعني أن الشمس لا تفنى وإنما تهلك فتتحول وتتبدل من حياة أولى كشمس لنا إلى حياة أخرى فتصبح جهنماً، يدل على عدم فناء الشمس بالكلية قول الله عز وجل { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً /مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً } [الإنسان : 12-13]، فلو كانت الشمس تفنى لما قال الله أن أهل الجنة لا يرون الشمس لأن ذلك منطقي وبديهي، وإنما هي موجودة لكن رؤيتها فقط محجوبة عن أهل الجنة بسبب دورها الجديد وهي جهنم متمثلة في ثقب أسود.
إنهم يزعمون الفناء !
العجيب أن بعضاً من المفسرين تأولوا تأوبلاً عجيبا وادعوا أن تكور الشمس لا يعني فقط تضخمها وهي تلتف حول نفسها وإنما تفنى بعد ذلك !! مع أن التكور شيء والفناء شيء آخر، فلماذا هذا اللبس ؟ لقد ذكر الله أن الشمس تتكور ولم يذكر الله أن الشمس تفنى،فلماذا يضيفون من عند أنفسهم ما لم يرد به دليل ؟وقدحدد الله وفصل تطور كل شيء يوم القيامة وما يصير إليه، ولم يقل الله أن شيئا يفنى البتة، ولكنه الاستسهال في التفسير من جانبهم، يزعمون أن جميعهم يفنون ليريحوا أدمغتهم بدلا من البحث في تطور كل مخلوق على حدة !! حتى الحيوانات التي سيحييها الله لتقتص من بعضها البعض ثم يأمر أن تموت وتتحول إلى ترابا، فذلك يعني أنها تموت ككيان حي، ولكنها تبقى ذرات غبار ترابي في أرجاء الكون الفسيح ولن تفنى
لقد أوضح الله أن كل مخلوق جماد كان أو حيوان، له حياتان، حياة أولى بصورة ما، يليها موت بتحول ما، ثم حياة أخرى بصورة ما.
فتكور الشمس يعني تضخمها والتفافها حول محورها، انكدار النجوم يعني أن يذهب ضوءها ( وذلك بالنسبة لنا فقط وليس ضوءها بذاته ) ولا يعني ذلك فناءها ومحقها وسحقها ومحوها، تسيير الجبال يعني بجلاء ووضوح أنها تسير ولا يعني أنها تفنى وتذهب للعدم، وهكذا ...
نلاحظ أيضا أن الآيات أوضحت أن بداية ظواهر يوم القيامة هو تكور الشمس، وأن نهاية ظواهر يوم القيامة هو تسعير الجحيم، فيوم القيامة هو الفيصل لحياة كل مخلوق، وهو مؤقت التحويل، فالناس من الدنيا إلى الجنة أو النار، الشمس تتحول إلى جحيم، الأرض والسماوات يتبدلان... وهكذا ، ففي يوم القيامة ينتهي دور كل نجم كالشمس ويصير جهنم ( ثقب أسود ).
تعليق:
ما موقف البشرية كلها عندما تعلم يوم القيامة أن الشمس هي جهنم ؟وقد رأوها جميعا في حياتهم.
بل ما موقف أولئك الذين عبدوا الشمس ؟
إنها لمن المفارقات الواضحة والمقصودة أن تكون الشمس مصدر حياة الكفار والعصاة وضوءهم وتدفئتهم ومتاعهم بل وعبادتهم وطاقتهم الكهربائية هي هي جهنمهم { أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ / أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ / نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ / فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ / فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ / وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } [الواقعة : 76]. بمعنى أنها متاع وتذكرة في ذات الوقت
إنه استهزاء الله بالكفار { اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ / أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ / مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ / صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } [البقرة : 15-18].
ثم تتبدل التدفئة إلى نار { وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } [التوبة : 81]، فهم الآن في حرارتها فقط وليس بداخل نارها، ويتبدل الضوء إلى ظلمة ( فهي سوداء مظلمة لا يرى منها شيء) الحديث، ومن كان يعبدها دخل فيها هو وباقي الآلهة المزعومة { لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } [الأنبياء : 99].
ألا يخبرنا الحديث الشريف بأن نارنا أصلها من نار جهنم ؟ ولكن تبريدها بالماء جعلها أقل حرارة منها..
إعجاز علمي كبير لصالح الإسلام فهل من معلن ؟؟
ملاحظة:
في الحديث الشريف ( يسأل الله ملائكته عن عباده الذين يذكرونه ) ( ماذا يسألونني ؟ - سؤال إشهاد وليس سؤال استفهام - فتقول الملائكة يسألونك الجنة، فيقول وهل رأوها ؟ فيقولون لا والله ما رأوها، فيقول وكيف لو رأوها ؟ فيقولون لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة، ثم يسألهم ومم يتعوذون ؟ فيقولون يتعوذون من النار، فيقول وهل رأوها ؟ فيقولون لا والله ما رأوها، فيقول وكيف لو رأوها ؟ فيقولون لو رأوها لكانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة، فيقول الله أشهدكم أني قد غفرت لهم ثم يسألهم ) البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والقسطلاني.
هذا الحديث لا يعني أننا لن نرى النار للأسباب الآتية:
1- هذا الحديث لا يدل من قريب أو بعيد أن الله وعد بعدم رؤية جميع البشر للغيبيات، وإنما أغلبهم، ولكل قاعدة استثناء والدليل { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت : 53]، ويمكن رؤية البعض للغيبيات والآيات، وبخاصة أهل المستقبل فلكل شيء استثناء { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [النمل : 93]، فأهل المستقبل سيرون آيات من الله حتما، فالأجهزة التي خلقها الله لنا كشفت بعضاً من الغيب بإذن الله، كالمجرات والميكروبات وكرات الدم البيضاء والحمراء ووو......
2- سيدنا محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام رأوا الجنة والنار.
3- السيدة آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون رأت منزلها في الجنة قبل الموت بفترة.
4- لا يحتج أحد بعدم إمكانية رؤية الجنة، فلكل غيب ظرفه، ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ( الحديث القدسي ) وذلك لم يرد بالنسبة للنار فلا ينطبق عليها، بمعنى أننا لن نرى الجنة ولا حتى نتخيلها أما النار فسنراها ونسمعها، والله غيب عنا لا يمكن رؤيته إلا في الآخرة، الروح من أمر الله فلا يمكن رؤيتها إلا بعد الموت، الجنة أساس اختبار الثقلين ( الإنس والجن ) فلا يمكن رؤيتها إلا بعد الموت، أما النار فسوف يراها أولئك الذين يتفكرون في السماوات وما بها من نجوم " جهنمات " وباطن الأرض وما به من نار في الأساس هي جزء من الشمس، فالمؤمنون عندما يتفكرون في السماوات والأرض سيستعيذون من النار { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران : 191]، أما غير المؤمنين فلا يفرق عندهم { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [يونس : 101] والنذر جمع نذير، وجهنم نذير للبشر { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ / نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } [المدّثر : 36]، تمعن في الايات السابقة، جهنم إحدى الكبر، وهي نذير للبشر.
هام للغاية:
# وفي الحديث الشريف عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَلَوْلَا أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا وَإِنَّهَا لَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعِيدَهَا فِيهَا ) صحيحي البخاري ومسلم وسنن ابن ماجه والترمذي ومسند أحمد،ومن العلوم اليقينية أن الشمس قذفت بأجزاء منها شكلت الكواكب، وكوكب الأرض كان في أول الأمر كتلة لهب من نار الشمس، وعلى مدار مليارات الأعوام وهو يلتف حول محوره وحول الشمس، ثم أخذ يبرد شيئا فشيئا بفعل غبار الكون المصطدم بها وهبوط كميات مهولة عليه من المياه السابحة في بحار الكون، حتى أصبح كوكب الأرض ذا باطن ملتهب وقشرة صخرية باردة، وبذلك خفت حدة النار فوق القشرة الأرضية.
__________________