قالت مصادر اخبارية بان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أبلغ أعضاء اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني، أن تنفيذ النقاط الـ20 المقترحة من قبل اللجنة للتهيئة لمؤتمر الحوار، هو أمر "فوق طاقة الحكومة" في الفترة الحالية.
وقالت "الأولى" وهي صحيفة يومية مستقلة عن مصادر رفيعة إن هادي، خلال اجتماعه باللجنة الفنية للحوار، أمس السبت، تحدث قائلا إنه موافق على النقاط التي اقترحتها اللجنة وبعثت بها إليه في وقت سابق، لكنه أشار إلى صعوبة تنفيذها بسبب صعوبة المرحلة التي تمر بها البلاد.
وقال هادي: "تنفيذ هذه النقاط في الوقت الحالي فوق طاقتي وفوق طاقة الحكومة"، وبعد أن انتهى من كلمته تحدث الدكتور ياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، طالبا منه أن يوجه بتنفيذ ما "أمكن من تلك النقاط" ما دام تنفيذها كاملة متعذرا.
واقترحت اللجنة الفنية للحوار 20 نقطة بعثتها الأسبوع الماضي في تقرير رسمي إلى الرئيس هادي عبر رئيس اللجنة عبدالكريم الإرياني. وتتعلق النقاط بجملة إجراءات رأت اللجنة أن تنفيذها سيضمن تهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار الوطني، باعتبارها استحقاقات ستزيح الكثير من العراقيل وصولا إلى طاولة الحوار، وعلى رأس تلك النقاط نقاط تتصل بالقضية الجنوبية، حيث اقترحت النقاط تقديم اعتذار رسمي إلى الجنوب، وإعادة المسرحين من أعمالهم والمقاعدين إلى وظائفهم، وإعادة ما تم نهبه في الجنوب منذ حرب 94، وتقديم المتهمين بالنهب والسيطرة إلى المحاكم. كما نصت النقاط على تقديم اعتذار رسمي أيضا عن حروب صعدة، والتعويض على المتضررين منها، واعتبار ضحايا الحروب في الجنوب وصعدة شهداء. كما نصت النقاط على البدء بإنهاء الانقسام العسكري، وترتيب وضع المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وجاء اجتماع الأمس بين هادي وأعضاء اللجنة الفنية للحوار بدعوة من هادي، لمناقشة ما أنجزته اللجنة حتى الآن على صعيد إعدادها لمؤتمر الحوار الوطني، ولمناقشتها في النقاط التي رفعتها إليه.
وقد استمع أعضاء اللجنة إلى شرح من الرئيس هادي لطبيعة الظروف التي تعيشها البلاد، وللأوضاع الصعبة التي قال إنه تولى الرئاسة وهي تعصف باليمن، لافتا إلى المخاطر الأمنية المتزايدة، وخصوصا ما قال إن الأجهزة تمكنت من إحباطه من عمليات للقاعدة كانت تستهدف شخصيات ومواطنين.
واستمع الرئيس هادي بدوره إلى أعضاء اللجنة الذين وافقوا الدكتور ياسين سعيد نعمان على ضرورة أن تعمل الحكومة على البدء بتنفيذ ما أمكن تنفيذه من النقاط، ووافق الرئيس هادي على ذلك. كما استمع الاجتماع إلى شرح مفصل من قبل نعمان لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها، قائلا إنه ليس وحده من تعرض للمحاولة، بل قيادات اشتراكية أخرى خلال فترة وجيزة.
وأعلنت الناطقة الرسمية باسم اللجنة الفنية، أمل الباشا، أن الرئيس هادي وافق على جميع النقاط التي من شأنها إشاعة مناخ طيب وملائم لإطلاق الحوار الوطني بين أبناء الشعب اليمني, وقال معلقاً خلال اللقاء: "لا أحد مع الظلم، والنقاط جميعها معقولة وواقعية، وسنبدأ بتنفيذ ما يمكننا بشكل تدريجي، لأن بعضها يحتاج لوقت أطول حتى تنفذ قبل انطلاق مؤتمر الحوار الوطني", وقال أيضا: "أريد أن نعمل معاً كفريق وطني واحد, لنقلب صفحة الماضي، ونسير في اتجاه التغيير الجذري، ونكتب صفحة جديدة اسمها اليمن الجديد".
وأوضحت الباشا أن الرئيس طلب اللقاء مع أعضاء اللجنة للاطلاع على سير عملها وما أنجزته خلال الفترة الماضية منذ بدء اجتماعاتها في 6 أغسطس الماضي. وقدم الدكتور عبدالكريم الإرياني عرضاً مفصلاً عن أعمال اللجنة من إنجازها لتقرير النقاط المقترحة ولائحة عملها وخطة عمل مزمنة ومقترح لبرنامج عمل المؤتمر الوطني يجري بلورته بصيغته النهائية، وكذلك البدء في مناقشة التمثيل والمشاركة في المؤتمر.
وأوضح أعضاء اللجنة للرئيس أن هناك قضايا عالقة بالرغم من توجيهاته بحلها بوجه السرعة، مثل إطلاق المعتقلين, وطالبته بالتفضل بالأمر الى الجهات المختصة كالنيابة العامة والجهات الأمنية، بسرعة إطلاق المعتقلين كقضية مطلبية ملحة لشباب الساحات، عدا الموقوفين على ذمة قضايا جنائية.