العمل نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان فهى عبادة يمارسها الإنسان كل يوم من أجل مصدر الزرق وتحصيل القوت، فالإنسان يناضل ويكافح من أجل هذه المعيشة متحملاً أعباء الحياة فهناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة تحدثت عن مضمون العمل يقول الله تعالى : (قال لو شئت لأتخذت عليه أجراً ) .
ومما نراه ما يحدث اليوم أن بعض أرباب العمل يبخسون شيئاً من أجور العاملين الذين يعملون تحت أيديهم فهم يمنون عليهم بالأجر دون أى مبالاة .
فيجب على أرباب العمل أن يعطوا العامل أجره بعد عمله لأنه لا عمل بدون أجر فالأجر هو حق للعامل دون أن يمن عليه رب العمل .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ). وفي الحديث القدسي فيما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب القدرة : قال جل جلاله : ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة . رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حراً ثم أكل ثمنه ورجل إستأجر أجيراً فإستوفى ولم يعطه أجره ). فهذان الحديثان يؤكدان العناية التامة بالعاملين وإعطائهم أجورهم .
وعليه كذلك أن يرفق بعامله فلا يؤذيه ولا يحمله مالا يطيق لأن العامل له طاقة محددة لا يتعداها ,,يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تكلفوهم مالا يطيقون ) ويقول أيضاً: ( فإذا كلفتموهم فأعينوهم )
فالإسلام قد ضمن للعاملين حقوقهم وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم فلا يجوز لرب العمل أن يؤذيه بل يجب أن يعطيه حقه في الأجر والراحة وأداء العبادات ، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : ( أن النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام نهى عن إستئجار الأجير حتى يتبين له أجره ). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ظلم الأجير أجره من الكبائر ).
إذن لا يجوز مماطلة العاملين في حقوقهم لأن ذلك يسبب الهلاك للعامل ولأسرته مما يعطل لهم أساليب المعيشة من مأكل ومشرب وملبس وكذلك يؤدي إلى تقاعس العامل عن عمله وعدم إتقانه لذلك العمل الموكل إليه لأنه لا يستوفي أجره بعد عمله .
فالمطلوب من كل رب عمل أن يعدل بين عماله الذين يعملون تحت يديه فالعاملون هم رعية وأمانة عند رب العمل وهو مسؤول عنهم .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ) ويجب عليه كذلك أن يعطيهم حقوقهم لأن الدنيا ليست بدار قرار والأخرة خير وأبقى فمن لم يستطع أن يعطي الناس حقوقهم فلا يستعبدهم وهم أحرار ولا يهين كرامتهم وهم أعزاء ولا يجلب لهم الذل والمحن فليعلم كل إنسان أنه مسئول عن كل كبيرة وصغيرة يوم القيامة.
هذا وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.