امة يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
بيت الشعر أعلاه شاع بين الناس شطره الثاني، وتداولوه هكذا 'يا أمة ضحكت من جهلها الأمم' للشكوى مما آلت إليه أحوال الأمة، وقائل هذا البيت الشاعر أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين، المولود في الكوفة عام 303 ه حوالي 915م، وفيه قال الثعالبي يمدح الغريب والقريب، ويصطاد ما بين الكركي والعندليب، وقالوا عن شعره أنه ملأ الدنيا وشغل الناس، وقد ضرب يوما إبن خلاويه المتنبي في حضرة سيف الدولة، والمتنبي أول من سمى اللغة العربية لغة الضاد، قتله فاتك بن جهل الاسدي في شهر رمضان عام 354ه، يوم 29 سبتمبر 965م، ويقول بعض الرواة إنه قتل بسبب بيت الشعر الذي يقول فيه..
الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أما بيت الشعر أعلاه فقد ورد في واحدة من القصائد التي هجا فيها المتنبي كافور الإخشيدي، الذي كان وزير محمد الإخشيدي، وقد تولى أبو المسك، وهذه كنيته، الوصاية على ولدي محمد الإخشيدي الصغيرين، وقد توفي كافور عام 968م، وبعد وفاته سقطت الدولة الإخشيدية وقامت الدولة الفاطمية عام 969م. القصيدة هي التالية..
من أية الطرق يأتي نحوك الكرم
..............................أين المحاجم يا كافور والجلم
جاز الألى ملكت كفاك قدرهم
..............................فعرفوا بك أن الكلب فوقهم
لا شيء أقبح من فحل له ذكر
..............................تقوده أمة ليست لها رحم
سادات كل أناس من نفوسهم
..........................وسادة المسلمين الأعبد القزم
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم
........................يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ألا فتى يورد الهندي هامته
........................كيما تزول شكوك الناس والتهم
فإنه حجة يؤذي القلوب بها
........................من دينه الدهر والتعطيل والقدم
ما أقدر الله أن يخزي خليقته
........................ولا يصدق قوما في الذي زعموا
وقد ورد شطر البيت في قصيدة أخرى للشاعر التركي المستعرب حسن حسني الطويراني الذي عاش في الفترة بين 1850-1897م حيث يقول..
اني أقول وحق ما اقول لهم
....................... لكنهم جهلوا تحقيق ما فهموا
مني سماعا عباد الله واعتبروا
..................... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ضاحكة