نعيـــش اليوم في عصر طغى به المظــــهر على الجوهر.
أصبح المظـــهر الخارجي المعيار الرئيسي في تحــــديد مكانة الفـــــرد في المجتمع.
كمثل البطيخة الكبيرة, تعطيك انطباعاً أنها حلوة المـــــذاق ولكن لا لبّ فيها ولا طعم لها
اللهم المظهر فقط. هذه المصيـــــبة الكبيرة يعاني منها الكثـــــير الا من رحم ربي
وهذا الوباء الاجتماعي يتفشى بشـــــكل رهيب. ؟؟؟
~~~
قد تستغربون ولكن نجد هــــذه المظاهر في مســـــاجدنا...
فهنالك من يدخل الى المســـــجد في صلاة الجمعة وقد وصـــــــل متأخراً عمداً ؟؟
ورأسه مرفوع كأنه سفير الباكســــــتان في أمريكا فيتخطى الرقاب قدر المســـــتطاع
حتى يراه أكـــــبر عدد من الناس ويرون قميصه الفاخر الذي اشـــــــتراه لسهراته الهابطة
ولم ينسى أن يضع مفتاح سيارته في جيـــــب بنطاله ولوجو سيارة المرسيديس متدلياً في الخارج
ناهيك عن نظارات الشمس التي تتخفى نظراته المتغــــطرسة من ورائها...؟؟
ولو سألته من هو آخــــــر الأنبياء لقال لك آدم....؟؟
الملابــــس الضيقّة الفاضحة والشعر المنسدل والمكـــــياج أبو 3.5 سنتيمتر
والعطر الفواح الذي يفتن حتى الصراصير الهرمة والصوت الرقيــــق المنساب كانسياب قطرات الندى
فوق أغصان الشـــــجر.
فتاة عصرنا وما أدراك ما فتاة عصـــــرنا.... تلك الفتاة التي تربّت على قناة الروتانا
تلك الفتاة التي تربّت في بيـــــت يقولون به
(سوري) و
(بليز) و
(هاي)؟؟
تلك الفتاة التي لو قلت لها اقرأي ســـــورة الفلق قالت لك
(معلش أنا عندي حقوقي وحريــــتي)ولا تعرف غير هــــــذه الجملة.؟؟
الله الله على المظهر ورحمك الله أيها الجــــــوهر. ..
من كل 10 فتيات تجد فتاة واحدة مرتبطة بقراءة القــــــرآن الكريم و 9 فتيات مرتبطات بالجوال...
فتاة اليوم هي فتاة ستـــــار أكاديمي التي تنتظر فارس الأحــــــلام ليقودها في حفلات جائزة الأوسكار..
أما شباب اليوم فكثير منهم مستوطـــــنون في المقاهي وسجائرهم بأفواههم...
انظروا الينا أصبحنا رجالاً ولو حاولت أن تنصحهم ســـــتنام تلك الليلة في المستشفى. ؟
شباب تنحصر حياتهم في السيارة..؟
يقومون بغسلها وتلميعها يومياً ويشـــــغلون الأغاني الأجنبية بصوت عالٍ !!
انظروا الينا نحن شباب
(موديرن) نحن شبــــاب مايكل جيكسون وشاكيرا. ..
شباب يزورون الحلاق أسبـــــوعياً لإحياء موضة القزع.
شباب اليوم لا يعرفون من هو أسامة بن زيد ولكنـــــهم يعرفون من هو فريـــــد الأطرش, ,,
شباب خنع لا خير فيهم...
جاري يملك بيــــتاً من 3 طوابق ؟
سأبني بيتاً من 4 طوابـــــق !
أنا أفضل منه فكيف يكون بيته أفضـــــل من بيتي ؟
طبـــــعاً أنا لا أملك النقود لبناية هذا البيت ولكن البنك سيعطــــيني قرضاً ربويا
سأقوم بتسديده خلال 20 سنة. ..؟؟
~~
جاري الآخر مسكين بيته مكــــوّن من غرفتين فقط ؟؟
وهذا المسكين يخـــــرج كل فجر
من بيته ماشياً فهو لا يمـــــلك سيارة ؟؟
ولا أعلم أين يذهب في هــــذه الساعة المبكرّةوهذا الفقير دائما أراه مبتسماً بالرغم من الفــــقر الشديد الذي يعيــــشه. ..
فعلاً أمره غريب ! هذه قصة شباب اليوم الذين أصبحوا رجال اليوم....!
سمعتُ أكثر من مرة عن شـــاب صالح أراد أن يتزوج من فتاة طيبّة
ولكن أهله وأهلها من قطيع المظاهر الخارجية ولا يريدون سماع كلمة
(عرس إسلامي)فتجد الاب يقول لابنه:
(هل أنت مجــــنون ؟ ) (تريد أن تفضحني مع الناس ؟ )
وقد يكون الزواج مهدداً بالفسخ اذا أصرّ الشـــــاب أو الفتاة على العرس الاســـــلامي. ..
وهذه الأعراس تقام على نغمات الأغاني الســـــاقطة أو على أبيات الشعر التي تمدح الأغنـــــياء فقط؟!
ناهيك عن لحـــــظة استقبال الزوار فاذا كان الزائـــــر مُعرضاً عن ذكر الله
ولكن نقوده كثيرة سيلاقونه بالترحيب الشديد
(هلا والله هلا والله حياك الله تفضل تفضل والله نورت الحفل تفضل على وجبة العشاء
هلا والله حيوه أطعـــــموه أكرموه هلا والله … ) ....
أما لو كان تقـــــياً متواضعاً سيلاقونه بفـــــتور
(وعليكم السلام تفضل).!ويبدأ الحفل وتبدأ الفراقيع والألعاب النارية بالتـــــطاير وتقدّم وجبات الطعام باسراف
ويُرمى نصفها للمزابل أكرمـــــكم الله. ..
باكراً, بعد انتهاء الحفل يجلس الرجل مع زوجـــــته وسيجارته بفمه فتقـــــول الزوجة:
ديون الحفل كبـــــيرة ووصلـــــت الى 300 الف ريال
فيهز الرجل رأسه ويجـــــيب
(لا يهم)؟؟
(المهم أنه لم ننفضح أمام الناس وكنا عند حـــــسن ظن الجميع)
فتقول الزوجة لزوجـــــها
(صدقــــــــت) (الحمد لله الذي وفقنا وستر علينا). ؟؟
أما الكذب فحـــــدّث ولا حرج.؟؟
فلان يكذب على فلان حتى يظهر بصورة
(مشرفّة) أمامه. ..
أنا راتبي 20 ألف ووظيفتي مديــــــر عام وتجد أن راتبه لا يتعدى ال 4 الاف
(ورتبته موظف عادي)ما العيــــــب في هذا ؟
لماذا الكذب ؟
لماذا التغطــــرس ؟ هل مرتبة الفرد تتحدّد وفقاً لوظيفته وراتبه ؟
لو خيـــــروك بين راتب 3 الاف ريال وتكون حافظاً للقـــــرآن وبين راتب 60 ألف ريال وبينك وبين الدين أميال
فماذا تخــــــتار ؟
؟؟
الحمد لله حمــــــداً كثيراً على نعمه. ..
حتى الثمر لم يسلم من مصـــــيبة المظهر. ؟؟
أصبح ثمر اليوم جميل المنظر ولكن طعمه اختفى. ..
أصبحت عمليات التهجين في المختبرات تهتم بمنظر الثمرة الخارجي
على حساب طعمها. يأتي الزبــــون الى السوق؟؟
فيرى الثمار الكبيرة بألوانها الجميلة فيغره منظـــــرها ولا يتردد بالشراء...
أصبح الهدف من التهجين تجاري بحت وأصبحنا نسمـــــع عن المزارع الطبيعية
التي لا يستعملون بها الأسمدة... وعمليات التهجين وثمـــــرها يكون ذو شكل عادي
لكنه لذيـــــــذ المذاق وهذه الثمار تبــــــاع بأسعار عالية ولا يشتريها الا الأغنياء. ..