واصلت قوات الجيش والأمن اليمنية بمساعدة الطائرات المقاتلة لليوم الثالث على التوالي القتال ضد مسلحين يشتبه في صلتهم بتنظيم القاعدة يتحصنون في مواقع في مدينة الحوطة بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
وأفادت معلومات متطابقة أن القتال الذي بدأ يوم السبت، استمر اليوم الأثنين بشكل متقطع مع استخدام طرفي القتال للقذائف والصواريخ بينما تحاول آلاف الأسر الخروج من المنطقة لكن المسلحين يعترضونهم".
وقال مصدر أمني طالباً عدم الكشف عنه، إن ضحايا القوات الحكومية ارتفع إلى ما لا يقل عن سبعة قتلى وإصابة 12 آخرين، كما أشار إلى جرح عشرات من السكان خلال محاولتهم النزوح الجماعي.
ويوم الأحد أبلغ مصدر أمني أن جنديين قتلا وأصيب آخرين خلال الاشتباكات مع مسلحين يفترض أنهم أعضاء في الجناح المحلي لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له.
ويرفض مسؤولون رسميون إجمالاً الحديث حول الأوضاع العسكرية في منطقة الحوطة المحصنة بالجبال بمديرية ميفعة محافظة شبوة، المنتجة للنفط. غير أن مصدر أمني قال هناك خسائر في قوات الجيش والأمن.. هناك قتلى وجرحى منذ بدء العملية العسكرية في الحوطة". وتابع "أن القوات الحكومية تواجه صعوبة في تطهير إذ أن المسلحين يتمترسون بالسكان المدنيين أخذيهم ذروع بشرية".
وقالت مصادر طبية بمستشفيات مدينتي عزان والروضة المجاورتين لمسرح منطقة المعارك أنه تم استقبال عدد من المصابين من السكان النازحين خلال اليومين الماضيين بينهم أطفال ونساء.
وذكر مصدر طبي، رفض الكشف عن اسمه، أن نحو 10 جنود ما بين قتيل وجريح نقلوا يوم الأحد إلى مستشفى متنقل تديره شركة نفطية بالمحافظة.
ويقول مسؤولون محليون أن أزمة أهالي مدينة الحوطة تتفاقم في ظل صعوبة نزوحهم، مشيرين إلى أن ستة آلاف نازح تمكنوا حتى الآن من مغادرة الحوطة يومي السبت والأحد، لكن آلاف السكان مازالوا عالقين بعدما فرض المسلحون الحصار عليهم والسيطرة على مخارج البلدة. ويقدر عدد سكان المنطقة بنحو 15ألف نسمة.
وازدادت المعارك ضراوة يوم الأحد مع محاولة فرقة خاصة من قوات مكافحة الإرهاب والقوات الحكومية التي يقودها اللواء الركن سالم على قطن نائب رئيس هيئة الأركان العامة للشؤون البشرية اقتحام تحصينات المسلحين.
وقال مسؤولون محليون أنه ورغم القصف الجوي إلا أن المسلحين يبدون مقاومة قوية ونجحوا في صد هجمات قوات الجيش في أكثر من هدف.
وشن الجيش الحملة على منطقة الحوطة لاعتقال أو قتل عناصر متشددة تستلهم فكر القاعدة متورطة في عمليات قتل واستهداف للأمن والمنشآت الحيوية خلال الأسابيع الماضية.
وتقول مصادر إن المسلحين الذين لا يتجاوز عددهم 15 فرداً بأنهم من جماعة عبدالله المحضار الذي قتل خلال غارات جوية العام الجاري، وأعلن التنظيم مقتله في مايو الماضي.
وتداعت قبائل المنطقة للتنديد بالعملية العسكرية، ويقول زعماء قبائل أن الحملة محاولة لتوغل قوات الجيش بغرض مواجهة قوى الحراك الجنوبي السلمي. ولم نتمكن من التواصل مع مصادر قريبة من المسلحين لمعرفة النتائج، غير أن محافظ شبوة أعلن مقتل 3 من العناصر المسلحة خلال الاشتباكات في تصريحات رسمية نشرت يوم الأحد.