[size=24color=green
] أقوال كبار الأئمة من اهل التحقيق في إجتماع يومي الجمعة والعيد
إذا أجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد - كما هو حاصل يوم غد لجمهور من المسلمين في هذا العام 1431 هجرية - فقد أختلف العلماء رحمهم الله إلى اربعة أقوال :
الأول : أن صلاة الجمعة لا تسقط وبه قال الجمهور لأن صلاة العيد عندهم مستحبة ليست بواجبة وهذا هو مذهب أبن حزم رحمه الله 0
الثاني تسقط الجمعة والظهر وهذا قول عطا وفعله أبن الزبير وهو قول مهجور عند أهل العلم 0
الثالث :أن ولي الأمر عليه وجوبا أن يقيم جمعة فمن شاء شهدها ومن شاء أنصرف وهذا مذهب المالكية ورجحه شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله 0
الرابع : قول من قال بأن صلاة الجمعة رخصة على أهل البوادي ومن يشق عليهم حضورها 0 وأما أهل الحضر والمسجد فليست لهم رخصة وهذا القول قال به الإمام مالك و الإمام الشافعي رحمهم الله ونصره ابن عبد البر في كتاب التمهيد والإستتذكار وهو القول الراجح الذي يدل عليه النظر الصحيح ومع هذا فمن لم يحضر من اهل البوادي الجمعة عليهم أن يصلوا ظهرا 0
أنظر المجموع للنووي 4/ 359 والمغني لبن قدامة 2/358 ومجموع الفتاوى لأبن تيمية 24/ 210 وسبل السلام لن الأمير الصنعاني 1/ 160
ونيل الأوطار للشوكاني 3/282
وهل تصلى في المسجد اي صلاة الظهر في حق أهل الإستحباب ؟ قال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى- :
( إذا صلى العيد يوم الجمعة هل تسقط الجماعة في المسجد الظهر ؟
جـ ـ لم يرد في الحديث أنهم يجتمعون ويصلون في المسجد ويؤذن لهم ظهراً ، والظاهر أنه لو فعل ذلك كان بدعة لأنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل سقط الحضور وكفى مجمع عن مجمع )اهـ.
مجموع فتاوى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ.( 13)
وسئل الشيخ أبن عثيمين رحمه الله أيضا إذا وافق العيد يوم الجمعة فماذا يكون العمل؟
الجواب:
( العمل أنه حصل للمسلمين عيدان : عيد الأسبوع وعيد رمضان، فمن حضر صلاة العيد مع الإمام سقط عنه حضور الجمعة ولكن يصليها ظهراً، أما الإمام فيجب عليه أن يُجمِّع، والمساجد الأخرى لا تقيم الظهر، أي: لا نقول للمساجد الأخرى: أذنوا الظهر وصلوا ظهراً، ولكن نقول: احضروا إلى الجامع، ومن لم يحضر وقد حضر مع الإمام صلاة العيد فيصلي في بيته أو في مزرعته أو ما أشبه ذلك، المهم لا تقام المساجد إلا مساجد الجمعة فقط يوم العيد، تقام الجمعة، فمن حضرها فهو أفضل، ومن لم يحضرها لم يأثم إذا كان قد حضر صلاة العيد، ولكن على من لم يحضرها أن يصلي الظهر، لأنه فرض الوقت ولا بد منه )اهـ.
الشيخ العلامة ابن عثيمين . (اللقاء الشهري). [/color][/size]
__الأحاديث الثابته عنه صلى الله عليه وسلم والآثار المروية بشأن اذا اجتمعت الجمعة والعيد :
1- ما رواة أحمد والنسائي وغيرهما عن إياس الشامي قال: شهدت معاوية وهو يسأل زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: أشهدتَ مع رسول الله عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم قال: فكيف صنع، قال زيد: صلى النبي صلى الله عليه وسلم العيدَ ثم رخّص في الجمعةِ، ثم قال «من شاء أن يُصلِّيَ فليصلِّ» صحيح سنن أبي داود (1070).
2- وروى أبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأهُ من الجمعةِ وإنّا مُجمِّعون» صحيح سنن أبي داود (1073).
3- وروى أبو داود أيضاً عن عطاءٍ أن عبد الله ابن الزبير صلَّى بهم في يومِ عيد صلاة العيد يوم الجمعةِ، قال عطاء: ثم جئنا إلى الجمعةِ فلم يخرج إلينا... . قال: وكان ابن عباس في الطائفِ فلمّا قدم ذكرنا له ذلك فقال: أصاب السُنّةَ. صحيح سنن أبي داود (1071) وعند أبي داود أيضاً هذه القصة قال عطاء (اجتمع يوم الجمعة ويوم الفطر على عهد ابن الزبير فجمعهما فصلاهما ركعتين بكرةً لم يزد عليهما حتى صلَّى العصرَ)._________________________________________
للفائدة والله اعلم