الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم:
مقدمة:
قد صح عن النبي صلى الله عليه انه لما قدم المدينة وكان لاهلها يومان يلعبون فيهما قال صلى الله عليه وسلم: ( قد ابدلكم الله [color:8178=darkblue
]بهما خيرا منهما يوم النحر ويوم الفطر)0
سمي العيد عيدا لانه يعود ويتكرر كل عام، ولانه يعود بالفرح والسرور، ويعود الله فيه بالاحسان على عباده على اثر ادائهم لطاعته بالصيام والقيام00
ودليل مشروعية صلاة العيد قوله تعالى: ( قد أفلح من تزكى 0 وذكر اسم ربه فصلى ) وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها حتى النساء، قالت ام عطية رضي الله عنها: ( كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى تخرج البكر من خدرها، وحتى تخرج الحيض، فيكنَ خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته )0
وكان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، يداومون عليها0
وقت صلاة العيد وصفتها:
يبدأ وقت صلاة العيد اذا ارتفعت الشمس بعد طلوعها قدر رمح، لانه الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها فيه، ويمتد وقتها الى زوال الشمس 0
وصلاة العيد ركعتان قبل الخطبة لقول ابن عمر: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يصلون العيدين قبل الخطبة ) متفق عليه 0
ولا يشرع لصلاة العيد أذان ولا إقامة، لما روى مسلم عن جابر: ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العيد غير مرة ولا مرتين، فيدأ بالصلاة قبل الخطبة، بغير أذان ولا اقامة )0
يكبر في الركعة الاولى ست سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات0
ومن ادرك من المأمومين الامام بعدما شرع في الصلاة ولم يدرك التكبيرات، جاء بتكبيرة الاحرام فقط، ولا يأت بالتكبيرات الزوائد، وكذا ان ادرك الامام وهو راكع، كبّر تكبيرة الاحرام، ثم يركع، ولا يشتغل بقضاء التكبير 0
سنن يوم عيد الفطر:
يسن التبكير في الخروج لصلاة العيد، ليتمكن من الدنوا من الامام وتحصل له فضيلة انتظار الصلة، فيكثر ثوابه0
يسن ان يتجمل المسلم لصلاة العيد بلبس احسن الثياب، لحديث جابر – رضي الله عنه - : ( كانت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة ) رواه ابن خزيمة في صحيحة0
ويسن ان يأكل قبل الخروج لصلاة العيد تمرات، لقول بريده – رضي الله عنه - : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يفطر ) رواه احمد وغيره0
يسن في عيد الفطر التكبير المطلق، وهو الذي لا يتقيد بوقت، فيكبر في ليلة العيد يرفع به صوته، ويجهر به في البيوت والاسواق والمساجد وفي كل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى ويجهر به في الخروج الى المصلى، لما روى الدارقطني وغيره عن ابن عمر – رضي الله عنه -: ( انه كان اذا غدا يوم الفطر ويوم الاضحى، يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ثم يكبر حتى يأتي الامام )0
ويسن لمن فاتته صلاة العيد او فاته بعضها ، قضاؤها على صفتها بن يصليها ركعتين، بتكبيراتها ، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ( فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ) فاذا فاتته ركعة مع الامام، اضاف اليها اخرى، وان جاء والامام يخطب، جلس لاستماع الخطبة، فاذا انتهت، صلاها قضاء، ولا بأس بقضائها منفردا او مع جماعة0
ومن احكام صلاة الِعيد: انه يكره التنفل قبلها وبعدها، في موضعها ( أي موضع صلاة العيد ) حتى يفارِِِق المصلى، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم عيد، فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما ) متفق عليه0
قال الزهري: ( لم اسمع احدا من علمائنا يذكر ان احدا من سلف هذه الامة كان يصلي قبل تلك الصلاة ولا بعدها، وكان ابن مسعود وحذيفة ينهيان الناس عن الصلاة قبلها ) 0
فاذا رجع الى منزله، فلا بأش ان يصلي فيه لما روى الامام احمد وغيره، ( ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رجع الى منزله، صلى ركعتين ) 0
ولا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضا، بان يقول لغيره: تقبل الله منا ومنك0
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: قد روي عن طائفة من الصحابة انهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الائمة كأحمد وغيره 0 انتهى
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم 0
اختصرته من: أحكام صلاة العيدين، من كتاب: الملخص الفقهي: للشيخ صالح بن فوزان الفوازان حفظه الله تعالى