بقلم : صلاح شاذلي
نُفيــت واستــوطــن الأغــراب فـي بلدي
وذمروا كل أشيائي الحبيباتي
(حسن المرواني)
سلام اليكي وانتي تصحي من نومك لتغتسلين بمياة بحرك من الضغينة والحقد الموجهه اليكي صباحآ مساء
سلام اليكي وانتي ترتدين ثوب المساء لتستقبلي ليلك الرائع المطرز بصفاء السماء ونجومها وسحر البحر وناسك الطيبون الصابرون المكافحون الحالمون والثائرون
ياعدن العز والمجد والصمود يا صنيعة التاريخ وهبة البركان وترجمة الحب والتسامح وضمير الانسان
أن المسافات وان ابعدتنا والسنين وان اثقلتنا فلن يزيدني ذلك ألا ولعآ وشوقآ لملاقتيك
ست من السنين و ربما أكثر لم تستطع خلالها جبال سويسرا الخلابة وطبيعتها الساحرة ان تنسيني روعة جبل شمسان والغدير وذكريات الرمل والبحر والوجة الحسن.....
لم تستطع سويسرا وبحيراتها الاسطورية ان تمحوا من قلبي وعقلي روعة شواطئ صيرة وجولدمور وكود النمر
لم تستطع روعة الريفيرا ان تمحوا سحر عشق كريتر والمنصورة والشيخ عثمان
لم تستطع مقاهي الريفيرا ونكهة قهوتها العالية الجودة أن تنسيني مذاق شاي عبدان وسيلان
لم تستطع العيون الخضر والزرق ان تستوطن القلب المسكون بالعيون السود من خلف برقع الحياء
انة العشق عندما يسكن الضمير ياعدن .........
حتى جريدة الصباح فكيف لي ان استبدل جريدة اللوماتان الروماندية عوضآ عن ألايام العدنية
فلم تكن ألايام مجرد صحيفة كانت مشاعر واحاسيس وحكاية مدينة تكظم الغيض وتنام ليحلم الفقراء بغد اجمل وتصحوا على الامل الذي يراود اهلها بوعد الله فطوبى للفقراء الذين يرثون الأرض
كانت ألايام مزيج للفقراء والبسطاء والاغنياء والمترفين وكانت كراس وقلم لمن لايملك الثمن
كانت انتي وأنا وضمير حي في زمن قانون الغاب
اناشدكم باسم عدن ونسائها واطفالها وشيوخها وفقرائها بانكم وان اصررتم على حجب الايام فان لاتحجبوا عن هشام الحياة... دعوه يغادر للعلاج فهذا الرجل كان منديل مسح عنا الدمع والألم
كم اتمنى وانا اشاهد طائر السنونو ان ينبث لي جناحين أفردها لاحلق في فضائك ياعدن
وكم يهفو قلبي وأنا استمع الى ماجدة الرومي وهي تشدو برائعة نزار قباني يا بيروت فاتذكرك ياعدن
ولاادري لماذا اجد بينك وبين بيروت تشابة لحذ الذوبان والانصهار
لعلها المدنية والتسامح والخصوصية الذي تجمع التناقض في كنف الحضارة والثقافة الممزوجة بتعدد الاعراق وتنوع الاجناس ومع كل هذا فأن أكثر ما يوحدكم هو عدوكم المشترك الجهل والحقد والظلام وأعداء المدنية والحضارة
وليعذرني الشاعر نزار قباني لاغير عدن مكان بيروت في أبيات رائعتة يابيروت
يا ستَّ الدنيا يا عدنْ...
ها نحنُ أتينا.. معتذرينَ.. ومعترفينْ
أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّهْ.
نعترفُ أمامَ اللهِ الواحدِ ..
أنّا كُنّا منكِ نغارُ ..
وكانَ جمالكِ يؤذينا ..
نعترفُ الآنَ ..
بأنّا لم ننصفْكِ .. ولم نعذُرْكِ .. ولم نفهمْكِ ..
وأهديناكِ مكانَ الوردةِ سِكّينا .
قومي من حُزنكِ .. قومي
إنَّ الثورةَ تولدُ من رحمِ الأحزانْ
صلاح شاذلي (أبو ينوف)
سويسرا- مونترو