يغارون منك...يا هلال !!
قدم نادي الهلال السعودي هذا الموسم مدرسة مستقلة في الفن الحديث للإدارة الرياضية حقق من خلالها رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد السبق على المستوى الخليجي بإعلانه التعاقد مع المدير الفني البلجيكي جيريتس واضطلاع الأخير بالمهام الحديثة للمدير الفني التي تخوله التعامل مع اللاعبين بكافة الصلاحيات المطلقة.
ومن تابع التصريحات التي خرجت على لسان رئيس النادي قبل حضور المدرب جيريتس الى الرياض، يجدها جميعها منصبه على القناعة الكاملة في شخصية المدرب والتركيز على وصف ما يمتلكه من كاريزما قيادية لها القدرة على إبعاد الإدارة الهلالية عن الكثير من المصادمات مع اللاعبين كتلك التي تابعها رئيس النادي لحظة استلامة دفة الرئاسة بعد عهد الأمير محمد بن فيصل، وفي ذلك إضافة جديدة ربما يكون قد لمسها اللاعبون أنفسهم قبل أي طرف آخر، خاصة وأن الهلال حافظ على تنظيمة الذي بدء به الموسم رغم الانشغالات الطويلة لرئيس النادي ونائبة الأمير نواف بن سعد خارج المملكة، وحتى ابتعاد الجابر لظروفه المختلفة.
ان رهان عبدالرحمن بن مساعد على تلك المدرسة الجديدة في فن الإدارة، كان نابعا من إيمان كامل بما يمكن أن يضيفه المدرب البلجيكي من قدرات قيادية وما يمكن أن يحققه من تميز لا تزال أكثر الأندية السعودية وحتى الخليجية والعربية تبحث عنه..
وأنا أتابع التصريحات التي كانت تخرج على لسان رئيس الهلال منذ توليه رئاسة النادي، كانت لدي ثقة مطلقة في أن وجود مثل تلك الكاريزما على الرئاسة الهلالية من شأنها أن تخلق تحد جديد للأندية السعودية وصعوبات لم يتوقع أكثر المنافسين التعرض لها
لقد اثبت عبدالرحمن بن مساعد أن تطبيق الأسس والمباديء هي الوسيلة الأقوى على اقناع من حولك بالمقدرة على تحقيق التميز والإنجازات، ومن يتذكر حديثه على أن الإنضباط يشعر اللاعبين بالعدل والمساواة ويضعهم في مستوى واحد أمام الأنظمة والقوانين، يجعلك تقتنع في مقدرة من يتمتع بمثل تلك (الكاريزما) القيادية على تخطي الكثير من المحطات البدائية والوصول بالمؤسسة الرياضية الى مراحل متقدمه علميا، تصب في نهاية الأمر في صالح كرة المملكة والخليجية والعربية بشكل أعم..
ان التعاقد مع كفاءة تدريبية لا يقل في الشأن عن عمالقة مدربي العالم كالهولندي هدينك والألماني ريهاجل وكذلك الصفوة الحاليين البرتغالي مورينيو والاسكتلندي السير اليكس فيرجسون والفرنسي آرسن فنجر والايطالي كارلو انشلوتي، حقق من خلالها الهلال قفزة نوعية على المستوى الفني لم يسبق للكرة الخليجية الوصول اليها، وهي الخطوة ذاتها التي يفترض ان تكون حافزا أمام الجميع للمضي على نفس المسار، والكف عن تعاقدات وهمية مع مجموعة مدربين لا تقدم للأندية والمنتخبات الخليجية أكثر مما تأخذ منها...
أعتقد أنه يحق لكل عربي وخليجي وليس السعودي فقط أن يفتخر بنادي في حجم الهلال، ومن يغار من الهلال مؤكد أنه سيبحث تقليده في تميزة!!
الصحفي العماني / جمال القاسمي