حرقوص بن زهير السعدي
حرقوص بن زهير السعدي كانت له صحبة مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم].
وفي أثناء حروب المسلمين مع الفرس كتب عتبة بن غزوان إلى عمر بن الخطاب يطلب منه المدد والعون فأمد عمر عتبة وأمد المسلمين بحرقوص بن زهير السعدي .
وأمره على القتال وعلى ما غلب عليه فاقتتل المسلمون والهرمزان فانهزم الهرمزان وفتح حرقوص سوق الأهواز ونزل بها وله أثر كبير في قتال الهرمزان وبقي حرقوص إلى أيام علي وشهد معه صفين ثم صار من الخوارج ومن أشدهم على علي بن أبي طالب (1).
بعض مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أبي سعيد الخدري قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة رجل من بني تميم : يا رسول الله اعدل . فقال : " ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل " فقال عمر رضي الله عنه : ائذن لي فلأضرب عنقه . قال : " لا : . إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء وينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء وينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم يخرجون على حين فرقة من الناس آيتهم رجل إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر.(2)
من مواقفه مع الصحابة::
موقفه من عليٍّ (رضي الله عنه):
لما بعث على أبا موسى ومن معه من الجيش إلى دومة الجندل اشتد أمر الخوارج وبالغوافي النكير على علي وصرحوا بكفره فجاء إليه رجلان منهم وهما زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي فقالا لا حكم إلا لله فقال علي لا حكم إلا لله فقال له حرقوص تب من خطيئتك واذهب بنا إلى عدونا حتى نقاتلهم حتى نلقى ربنا فقال علي قد أردتكم على ذلك فأبيتم وقد كتبنا بيننا وبين القوم عهودا وقد قال الله تعالى وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم الآية فقال له حرقوس ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه فقال علي ما هو بذنب ولكنه عجز من الرأي وقد تقدمت إليكم فيما كان منه ونهيتكم عنه فقال له زرعة بن البرج أما والله يا علي لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله لأقاتلنك أطلب بذلك رحمة الله ورضوانه فقال علي تبا لك ما أشقاك كأني بك قتيلا تسقى عليك الريح فقال وددت أن قد كان ذلك فقال له علي إنك لو كنت محقا كان في الموت تعزية عن الدنيا ولكن الشيطان قد استهواكم فخرجا من عنده يحكمان وفشى فيهم ذلك وجاهروا به الناس وتعرضوا لعلي في خطبه وأسمعوه السب والشتم والتعريض بآيات من القرآن وذلك أن عليا قام خطيبا في بعض الجمع فذكر أمر الخوارج فذمه وعابه فقام جماعة منهم كل يقول لا حكم إلا لله وقام رجل منهم وهو واضع إصبعه في أذنيه يقول ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين فجعل علي يقلب يديه هكذا وهكذا وهو على المنبر ويقول حكم الله ننتظر فيكم ثم قال إن لكم علينا أن لا نمنعكم مساجدنا ما لم تخرجوا علينا ولا نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما دامت أيديكم مع ايدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا وقال أبو مخنف عن عبد الملك عن أبي حره أن عليا لما بعث أبا موسى لانفاذ الحكومة اجتمع الخوارج في منزل عبد الله بن وهب الراسبي فخطبهم خطبة بليغة زهدهم في هذه الدنيا ورغبهم في الآخرة والجنة
وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم قال فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى جانب هذا السواد إلى بعض كور الجبال أو بعض هذه المدائن منكرين لهذه الأحكام الجائرة ثم قام حرقوص بن زهير فقال بعد حمد الله والثناء عليه إن المتاع بهذه الدنيا قليل وإن الفراق لها وشيك فلا يدعونكم زينتها أو بهجتها إلى المقام بها ولا تلتفت بكم عن طلب الحق وإنكار الظلم إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.(3)
من كلماته
قال حرقوص يوم انتصر على الهرمزان:
غلبنا الهرمزان على بلاد ... لها في كل ناحية ذخائر ... سواء برهم والبحر فيها ... اذا صارت نواحيها بواكر ... لها بجر يعج بجانبيه ... جعافر لا يزال لها زواخر ...(4)
الوفاة:
بقي حرقوص إلى أيام علي وشهد معه صفين ثم صار من الخوارج ومن أشدهم على علي بن أبي طالب وكان مع الخوارج لما قاتلهم علي فقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين.(5)
وقتله حبيش بن ربيعة أبو المغيرة .(6)
المصادر :
1- أسد الغابة -ج1ص251.
2- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 341 ]
3- البداية والنهاية [ جزء 7 - صفحة 285 ]
4- البداية والنهاية [ جزء 7 - صفحة 83 ]
5- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 251 ]
6- تاريخ دمشق [ جزء 12 - صفحة 320 ]