أكد دبلوماسي صهيوني شهير أنه لولا الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر لصار الرئيس المصري محمد مرسي أهم وأكبر قائد في منطقة الشرق الأوسط.
وقال "إيلي أفيدار" - مندوب ممثل الكيان الصهيوني السابق في الممثلية الاقتصادية بقطر -: "إن الرئيس محمد مرسي يبدو بعد مرور شهرين على انتخابه كسياسي بارع ومحنك، لا يقيد نفسه بأيدولوجيات أو تحالفات معروفة، ويعرف كيف يبعد خصومه عن طريقه".
وأكد أفيدار في مقال له نشر في صحيفة "معاريف" الصهيونية اليوم الخميس أن الرئيس مرسي مازال وفيًّا للهدف الاستراتيجي لحركة الإخوان المسلمين، وهو إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة، لكنه يدرك جيدًا القرارات التكتيكية التي يجب اتخاذها من أجل تحقيق هذا الهدف بالتدريج وبطريقة مضمونة.
وقال: "إن سلوك مرسي يعكس سياسة متوازنة وشجاعة امتاز بها كبار قادة العالم العربي، إذ شنَّ الجيش المصري حملة عسكرية واسعة النطاق في سيناء في عهده، وبعد عرض القوة هذا أرسل الرئيس وفدًا من جانبه لإجراء محادثات مع المسلحين هناك، وأوقف العمليات العسكرية".
وأشار إلى أن الرئيس مرسي خرق اتفاق السلام وأدخل دبابات إلى سيناء، ولكنه أعلن موقفًا معتدلاً، وطمأن الدول المجاورة بأن عليها ألا تخاف من مصر.
وأكد أنه بعد مرور ثمانية أسابيع على انتخاب مرسي رئيسًا لمصر، فإنه قد امتلك القدرة ليصبح من كبار الزعماء في منطقتنا، إن لم يكن أكبرهم جميعًا، ولكن الأزمة الاقتصادية الأكبر في تاريخ مصر تمنع هذا وتشكل تهديدًا حقيقيًّا لمرسي، والتي من الصعب إيجاد حلول سحرية لها.
واختتم كلامه بالقول: "إن الرئيس المصري الذي نجح حتى الآن في المناورة بين الجيش والجهاديين في سيناء وبين "إسرائيل" وإيران وبين واشنطن وبكين يتعين عليه إيجاد الوسيلة التي يستطيع فيها إطعام الأفواه الجائعة في بلده، وإلا فإن فترة حكمه ستصبح قصيرة ومريرة".
جدير بالذكر أن الرئيس مرسي اتخذ عدة قرارات ناجحة في الداخل من أهمها أنه تخلَّص من المجلس العسكري السابق، كما قام بزيارات خارجية ناجحة وآخرها زيارته إلى الصين، وإلى إيران التي شدد فيها على ضرورة حل القضية السورية بأسرع وقت، وقوبلت كلمته خلال قمة عدم الانحياز بترحيب وإشادة كبيرين من قبل السياسيين المصريين.