يتوجه نحو 50 مليون ناخب مصري إلى صناديق الاقتراع غداً الاربعاء للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيس للبلاد بإرادتهم للمرة الأولى في تاريخهم في أول انتخابات رئاسية لا تُعرف نتيجتها مسبقاً، ما ولد في جميع انحاء البلاد حالة غير مسبوقة من الاثارة والترقب.
وتبدأ عملية الاقتراع، التي تستمر يومين، في الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء. ويشرف عليها نحو 14 ألف قاضٍ، بمعدل قاضٍ على كل صندوق.
ويخوض الانتخابات 13 مرشحاً، لكن المنافسة الحقيقية تدور بين خمسة مرشحين فقط، اثنان منهم عملا مع حسني مبارك، هما وزير خارجيته طوال عقد التسعينات الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، القائد الأسبق للقوات الجوية احمد شفيق.
وينتمي مرشحان آخران للتيار الاسلامي، هما رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي، والقيادي السابق في الجماعة الذي انشق عنها العام الماضي وبات يقدم نفسه ممثلا لـ «الاسلام الوسطي المعتدل» عبدالمنعم ابو الفتوح.
اما المرشح الخامس، الذي صعدت اسهمه اخيراً وجاء في المرتبة الثالثة في انتخابات المغتربين، فيأتي من اليسار الناصري وهو حمدين صباحي.
ولا توجد استطلاعات موثوقة للرأي في مصر. وحتى الاستطلاعات التي اجرتها بعض الصحف اخيراً لا تتيح التكهن باتجاهات التصويت، اذ أظهرت جميعها ان اكثر من 40 % من المواطنين لم يكونوا قد حسموا امرهم حتى نهاية الاسبوع الماضي.
ومن المقرر ان تجرى جولة ثانية للانتخابات في 16 و17 يونيو المقبل اذا لم يحصل اي مرشح على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهو امر مرجح.
وكرر رئيس الوزراء كمال الجنزوري امس النداء الذي وجهه المجلس العسكري الاثنين الى احترام وقبول نتائج الانتخابات أيا كانت.
تدابير احترازية
ووفَّر الجيش ووزارة الداخلية عدداً يتراوح ما بين 250 ألفا و300 ألف من عناصر الجيش والشرطة لتأمين مقار اللجان الانتخابية ومواجهة أي أعمال شغب تستهدف التأثير على سير العملية الانتخابية.
وذكرت لجنة الانتخابات الرئاسية أنها اتخذت مجموعة من التدابير الاحترازية التي من شأنها حماية العملية الانتخابية من أي عبث، في مقدمتها الحرص على أن يتولى القاضي الواحد الإشراف على صندوق انتخابي واحد فقط، ووجود اختام ضاغطة غير قابلة للنسخ بكل استمارة تصويت، بالإضافة إلى رقم كودي مسلسل لكل استمارة، ووجود الحبر الفسفوري غير القابل للإزالة قبل 24 ساعة على الأقل، وصناديق الاقتراع المؤمنة بأرقام كودية منعا من أن يطول أوراق التصويت أي عبث، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية المشددة في حماية اللجان.
اعادة فرز أصوات السعودية
قررت اللجنة القضائية العليا للانتخابات الرئاسية وقف إعلان نتائج التصويت للمصريين في السعودية، والتحفظ على محضري اللجنتين الفرعيتين في لجنتي الرياض وجدة، وإعادة فرز الأصوات من جديد بعد إحضارها للجنة في حقائب دبلوماسية، بناء على الشكوى التي تقدّم بها مندوبا كل من المرشحين عبدالمنعم أبو الفتوح وخالد علي، بوجود تلاعب في أوراق التصويت.
وطلبت اللجنة من وزارة الخارجية موافاتها بكل الأوراق المطلوبة من بعثتيها بالمملكة في أسرع وقت ممكن، بما لا يؤثر على نتائج الانتخابات وفقا لجدولها الزمني.
وأظهرت الإحصاءات الرسمية لأصوات المصريين في الخارج ،بعد استبعاد أصوات السعودية، حصول أبو الفتوح على المركز الأول في جميع السفارات بحصوله على 47074 صوتا، في حين جاء محمد مرسي في المركز الثاني بـ38988 صوتا، وعمرو موسى في المركز الثالث برصيد 30848 صوتا، وحمدين صباحي في المركز الرابع بـ27182 صوتا، وأحمد شفيق في المركز الخامس بـ21052 صوتا، ومحمد سليم العوا في المركز السادس بـ1847 صوتا، ثم خالد علي بـ 1017، ثم المستشار هشام البسطاويسي بـ149 صوتا.