قالت مصادر حكومية يمنية إن الرئيس عبد ربه منصور هادي وافق على إعادة تسمية مستشفى الجمهورية بعدن باسم "مستشفى الملكة إليزابيث الثانية"، الذي كان قد عرف به منذ تدشينه في 1958، وحتى إلغائه بمرسوم من حكومة الاستقلال في جنوب اليمن عام 1969م.
وكانت عدن مستعمرة بريطانية منذ دخول الإنجليز إليها في 1839 وحتى رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في نوفمبر 1967 الذي شهد استقلال ما عرف حينها بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وشهدت الفترة الأخيرة حنينا شعبيا قابله رضا رسمي بإعادة إحياء معالم الفترة التي عاشتها عدن والمناطق الجنوبية، في ظل الوجود البريطاني, بعد أن كانت هذه المعالم قد تعرضت للاندثار والإهمال خلال العقود الماضية منذ ما بعد الاستقلال.
وكان شهر فبراير/شباط الماضي قد شهد عودة دوران عقارب ساعة "بيج بن عدن" التاريخية والأثرية، التي شيدها الإنجليز في عام 1890، وتعرضت بعد خروجهم لفترات توقف كان آخرها قبل ربع قرن.
وشهدت مدينة عدن جنوب اليمن مؤتمرا صحافيا يوم أمس للجنة إعادة تطوير وتسمية مستشفى المملكة إليزابيث الثانية، تم خلاله إطلاق الرؤية الخاصة بالمشروع الذي دفعت به إلى الواجهة.
وكانت الملكة إليزابيث الثانية قد زارت عدن برفقة زوجها الأمير فيليب في 27 أبريل/ نيسان 1954 ضمن جولتها الملكية لدول الكومنولث التي بدأت في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 1953، وانتهت في 15مايو/أيار 1954، وذلك على متن يختها الملكي سوبرايز (surprise).
وتشير المصادر إلى أن الملكة إليزابيث كانت قد طلبت بقاء اسم المستشفى بعد الاستقلال كما هو عليه، مقابل أن تتحمل كافة نفقات تشغيله إلا أن السلطات الحاكمة في الجنوب رفضت حينها الموافقة على الطلب وحولت اسمه إلى "مستشفى الجمهورية" في عام 1969.
ووفقاً للدكتورة هيام علي حسن، الأستاذة بقسم الآثار بجامعة عدن، فقد خلّف البريطانيون بعد رحيلهم في 1967 معالم كثيرة في عدن "بينها ست كنائس كاثوليكية وبروتستانتية، وكذلك مقابر ما زالت شاهدة على تاريخ عظيم, مثل مقبرة الفرس ومقبرة النصارى"، التي دفن فيها قتلى الجنود البريطانيين".
ويعد مبنى المجلس التشريعي من أهم المعالم التي خلفها الاستعمار البريطاني في مدينة عدن، وهو مبنى كان في الأصل عبارة عن كنيسة بنيت عام 1871، وكانت تسمى كنيسة (القديسة ماريا)، قبل أن يتحول إلى مجلس تشريعي عام 1947، كأول مجلس تشريعي في الجزيرة العربية، وقد ظل المجلس يمارس مهامه حتى عام 1966، عندما قام اليمنيون بإحراقه في انتفاضة شعبية ضد الاحتلال البريطاني.